بعدما أساله من حبر، عرض فيلم «الشاق واق» أو «الشاق واق.. فيلم حلال» في تسميته الجديدة، في بانوراما الأفلام القصيرة مساء أول أمس بقاعة المونديال في إطار الدورة 23 لأيام قرطاج السينمائية. وقد عرض الفيلم مع مجموعة من الأفلام القصيرة على غرار «لمبوبة» و«بابور» الذي كان نصرالدين السهيلي مخرج «الشاق واق» أحد أبطاله، وكذلك «كوما»، وقد عرفت هذه العروض اقبالا جماهيريا كبيرا، اضطر عدد هام من المشاهدين الى متابعة الأفلام وقوفا وجلوسا. أبطال «الشاق واق» سجلوا حضورهم في هذا العرض باستثناء الممثل «لمين النهدي»، ونذكر منهم على سبيل الذكر لا الحصر «عاطف بن حسين» و«محمد علي دمق» و«توفيق الغربي» و«الصادق حلواس». وما ميّز عرض هذا الفيلم التصفيق الحار والضحك المتواصل، حتى كاد يفسد لذة المشاهدة لكن التصفيق والضحك لم يكن من فراغ، ف«الشاق واق» لا يخلو من المشاهد الطريفة والمضحكة بنى من خلالها نصرالدين السهيلي نصّه، وجسّدها باقتدار نجوم الفيلم «لمين النهدي» و«توفيق الغربي» و«فاطمة بن سعيدان» والبقية. مناظرة «الشاق واق.. فيلم حلال» في الواقع هو فيلم روائي قصير لا يتجاوز 30 دقيقة، انطلق فيه مخرجه نصرالدين السهيلي من فكرة (جسّدت في المشهد الاول للفيلم) أن إمام المسجد في قرية «الشاق واق» توفي، فقرر المسؤولون فتح مناظرة لانتداب إمام جديد. ويعرض الفيلم اثر هذا المشهد حالة البطالة في منطقة «الشاق واق»، ويعرض من خلال هذه الحالة سلوكات الأفراد بالمنطقة (شرب الخمر...) الأفراد المتحدث عنهم هم من شاركوا في المناظرة يقتنون ما لذّ وطاب من المسك ويشترون الكتب الدينية ثم يتّجهون الى حمّام التوبة» للاغتسال والتوبة... يخرج الجميع من الحمّام وقد غطى الشعر ذقونهم (ملتحين) في مشهد طريف تلته مشاهد أخرى لا تخلو من طرافة كأن يخيّل الى مجموعة منهم وهم يتحاورون حول أمور الدين والدنيا ان قطعة الحجر التي سقطت أمامهم قد نزلت من السماء الرابعة والحال أن شابا من المنطقة رمى بها في مكان جلوسهم... تتعدد المشاهد التي تبرز تغير سلوك المشاركين في المناظرة التي كانت كل المؤشرات قبل بدايتها، تشير الى ان شخصية عاطف بن حسين هي التي ستنجح في هذه المناظرة، وقد تأكد ذلك أثناء اجراء المناظرة. لكن النهاية كانت غير ذلك فالإمام الذي وقع عليه الاختيار لم يشارك أصلا في المناظرة وهو أيضا لا يجيد النطق فضلا عن كونه لا يعرف الصلاة. كل هذه المشاهد وقع تناولها بأسلوب لا يخلو من السخرية والهزل، لكنها من جهة أخرى تتضمن نقدا لسلوكات أفراد نجدها في مجتمعاتنا العربية ولسلوك إداري يخص الوساطة في العمل.