من يقول «وادي الذئاب» يطير به الخيال مباشرة الى المسلسل التركي الشهير الذي تحول منذ بث جزئه الأول منذ سنوات على الفضائيات العربية، الى ظاهرة لم يتوقف الحديث حولها حتى بعد بلوغه الجزء الخامس ولكن ما لا يعرف عن هذا الانتاج التلفزيوني الضخم، هو تحويله الى سلسلة من الأفلام السينمائية تحمل نفس العنوان تقريبا، مع اضافة محور في كل فيلم. وآخر هذه الأفلام «وادي الذئاب فلسطين» الذي يتمحور حول سفينة ما في مرمرة التي هاجمتها البحرية الاسرائيلية في المياه الدولية في ماي الماضي أثناء توجهها الى قطاع غزة. في كواليس أيام قرطاج السينمائية التقت «الشروق» صدفة بالمكلف بالعلاقات مع العالم العربي في الشركة المنتجة للمسلسل وسلسلة أفلام «وادي الذئاب» وهو طالب تونسي مقيم بتركيا السيد محمد أنس الهباشي تحدث ل«الشروق» عن أسباب وجوده في أيام قرطاج السينمائية وسر نجاح مسلسل «وادي الذئاب» والأسباب الخفية التي حالت دون توزيع سلسلة الأفلام المستوحاة من المسلسل في الوطن العربي. البحث عن موزع من تونس لا يخفي محمد أنس الهباشي رغبته في أن يتم توزيع الجزء الخامس من مسلسل «وادي الذئاب» الذي بدأ يبث في تركيا منذ شهر ونصف من تونس، علما وأن الأجزاء الأربعة السابقة تم توزيعها من أبوظبي عن طريق قناة أبوظبي التي باعت لقناة «نسمة» حقوق بث أحد الأجزاء المذكورة. ويقول إن سر وجوده في أيام قرطاج السينمائية، هو البحث عن موزع تونسي للجزء الخامس من المسلسل ولسلسلة الأفلام المستوحاة من العمل، وآخرها «وادي الذئاب فلسطين» الذي سيعرض في جانفي المقبل في قاعات السينما بتركيا. ويعترف مسؤول العلاقات مع العالم العربي بالشركة المنتجة، أنه يود أن يحصل المنتج التونسي طارق بن عمار على حقوق توزيع الجزء الخامس من المسلسل في العالم العربي. ثلاثة أشقاء وراء نجاح «وادي الذئاب» وعن هذا الانتاج التلفزيوني الضخم يقول الهباشي إنه أول انتاج لشركة «بانا» (PANA HOLDING) التي يعمل فيها، وذلك منذ 8 سنوات. ويوضح أن الشركة هي على ملك «نيكاتي ساسماز» (Necati Sasmaz) بطل المسلسل، وشقيقيه زبير «ساسماز» (Zubeyer Sasmaz) مخرج المسلسل ومخرج سلسلة الأفلام السينمائية المستوحاة منه، و «راسي ساسماز» (Raci sasmaz) كاتب سيناريو المسلسل وسلسلة الأفلام المذكورة وتمتلك الشركة الى حد الآن ثلاث بلاتومات حيث يجري تصوير مشاهد المسلسل والأفلام. وتقوم الشركة الى جانب الانتاج التلفزيوني والسينمائي، بتوزيع الأفلام المنتجة من قبل شركات أخرى. ويؤكد الهباشي أن المسلسل حقق أرقاما قياسية من حيث المشاهدة في تركيا، حتى أن شوارع اسطمبول تخلو من المارة الاتراك عند بث المسلسل في الساعة التاسعة والنصف مساءاويوضح أن المسلسل يبث في تركيا مرة في الأسبوع وذلك خلال الفترة الفاصلة بين شهري سبتمبر وماي من كل عام وهي الفترة التي يلازم فيها الأتراك غالبا جهاز التلفزيون ويضيف الهباشي أن المشاهدين الأتراك مهووسون بمشاهدة المسلسل الذي يتحدث عن المافيا في تركيا ويؤكد أن أردوغان (رئيس الحكومة التركية) ذاته عبر لوسائل الاعلام عن اعجابه الكبير بالمسلسل، ويذكر أن وقع المسلسل لم ينحصر في تركيا فقط وانما امتد الى العالم العربي والاسلامي. كما أثرت بعض المشاهد منه حتى في الشارع الاسرائيلي، وهو ما دفع الحكومة الاسرائيلية عند بث أحد المشاهد من المسلسل عن اختطاف رضيعة تركية واخفائها في السفارة الاسرائيلية بتركيا، الى دعوة السفير التركي في اسرائيل واهانته بسبب الصورة السيئة التي قدمها المسلسل عن اسرائيل ويوضح الهباشي أن هذه الحادثة جرت بعد أحداث السفينة التي هاجمتها البحرية الاسرائيلية. أمام النجاح الكبير الذي حققه المسلسل وغيره من المسلسلات التركية الأخرى، يكشف الهباشي أن العديد من رؤوس الأموال في تركيا انجذبوا الى الاستثمار في الدراما التلفزيونية والانتاج السينمائي. أفلام «وادي الذئاب». وما لا يعرف عن «وادي الذئاب» يوضح الهباشي، أن شركة الانتاج استوحت منه الى حد الآن أربعة أفلام بنفس العنوان، ولكن بموضوع مختلف في كل فيلم والأفلام الاربعة هي «وادي الذئاب عراق»، و«وادي الذئاب ارهاب» و«وادي الذئاب غلاديو» و«وادي الذئاب فلسطين» وهو أحدث فيلم في السلسلة سيعرض في القاعات التركية خلال شهر جانفي القادم. ويؤكد الهباشي أن الأفلام الثلاثة الأخيرة، سجلت اقبالا مذهلا في القاعات بلغ 4.5 ملايين متفرج بالنسبة الى «وادي الذئاب عراق» وقد عرض في 2006، كما ظل فيلم «وادي الذئاب ارهاب» يعرض في القاعات لمدة سنة كاملة قبل أن يصدر قرار منعه من العرض بسبب تعرض الأكراد اليه والتظاهر ضده في شوارع اسطمبول ويتهم الفيلم الأكراد بالارهاب والعمالة لاسرائيل. كما يكشف تورطهم في عديد القضايا الاجرامية وخصوصا في علاقتهم باسرائيل وحقق فيلم «وادي الذئاب غلاديو» بدوره نجاحا كبيرا بلغ 3.5 ملايين متفرج ويتناول الفيلم شخصيات سياسية نافذة في تركيا... وعن «وادي الذئاب فلسطين» يكشف الهباشي، أن اسرائيل بدأت تحاربه منذ الآن، أي قبل عرضه في القاعات لتعرضه الى سفينة ما في مرمرة التي هاجمتها البحرية الاسرائيلية في المياه الدولية في 31 ماي الماضي أثناء توجهها الى قطاع غزة ويذكر أن ميزانية الفيلم بلغت 18 مليون دولار أي حوالي 25 مليون دينار تونسي. ويستغرب الهباشي، بكل أسى وحسرة، عدم توزيع وعرض هذه الأفلام في الوطن العربي والاسلامي مؤكدا أنها أفلام جيدة وفيها من الفرجة الكثيرة ويأمل أن يقبل الموزعون العرب على هذه الأفلام مثلما يقبلون على أجزاء مسلسل «وادي الذئاب» الذي بلغ الآن جزأه الخامس دون تراجع في الاقبال عليه من قبل المشاهدين.