انطلقت فرقة إذاعة صفاقس عام 1961 مع تأسيس هذه المنارة الإعلامية وأخذت على عاتقها منذ بداية نشاطها جمع الموروث الشعبي لكل الجنوب التونسي انطلاقتها كانت قوية بمؤسسيها من عمالقة الفن مثل الشيخ بودية وعلي شلغم وأحمد حمزة وقاسم كافي في بدايته وكانت الفرقة تجوب الجنوب التونسي لجمع الأغاني والنوبات والإنشاد الصوفي... وكل أنماط الموروث الشعبي الغنائي التونسي وسجلت معظمه وحفظته من الاندثار فقد تربت آذان مستعمي زيتونة الأثير على أحلى الأنغام التراثية فموجة الراديو بصفاقس كنا نحددها في أواخر الثمانينات وبداية التسعينات (خاصة البرامج التي أنتجها انذاك عبد الكريم قطاطة وعبد الجليل بن عبد الله) بمعزوفات الشيخ بودية (18811974) والذي اختص في عزف الزكرة وله تسجيلات بالخزينة السمعية بإذاعة صفاقس يعود تاريخها إلى سنة 1967 يروي فيها تاريخ الحضرة التي يعود ظهورها وحسب تصريحاته إلى أواخر القرن التاسع عشر، فرقة إذاعة صفاقس أثرت الخزينة السمعية للإذاعة التونسية وكانت تتحف مستمعيها بعديد الأنغام التراثية التي لا زالت الأجيال تحفظها عن ظهر قلب فأغنية «عشيري الأول» و«يا قدّاش نعاني» و«يا رُمّانة يا رميمنة»، و«يا نور عيني ما أقواني» و«في قلالة نشبح زوز بنات» كلها أغاني لا زالت تلقى حظها في ظل موجة الأغاني الشبابية والأولياء الصالحين أصيلي صفاقس سجلوا حضورهم في تراث الحضرة بصفاقس فأغنية عند أبي منصور خليت عقلي وصيد عقارب وسيدي امحمد بوعكازين وسيدي عبيد وسيدي علي الكراي وسيدي منصور كلها أسماء رسخت في ذاكرة المستمعين عديد الأغاني أعيد توزيعها فأغنية سيدي منصور من تراث صفاقس واشتهر بها الفنان صابر الرباعي في المشرق العربي وأغنية يا قادم لينا ما تفارق تونسنا البية حققت نجاحا باهرا لثلاثي الأحلام في صفاقس وفي مدن الجنوب التونسي خلال المهرجانات وما اهتمام كبار فنانينا بالأغاني التراثية إلا دليل على ثرائها وصدق كلماتها النابعة من وجدان وأحاسيس صانعيها ومن صميم الذاكرة الجماعية.