التعاون الفني بين محمد الصغير أولاد أحمد وأمينة فاخت لاول مرة في هذا الصيف أعاد الى الأذهان بعض التجارب بين المطربين والشعراء التونسيين التي كانت في الغالب فاشلة ليس فنيا وانما ماديا اذ يجني المطرب الشهرة والمال ويبقى نصيب الشاعر النسيان اذ عادة لا يذكر حتى اسمه فمحمد الصغير أولاد أحمد غنّت له صوفية صادق «نحب البلاد» التي حققت شهرة واسعة عندما نشرها الصغير أولاد أحمد لكنه لم يجن منها شيئا حين غنّتها صوفية. وليس أولاد أحمد النموذج الوحيد في هذا السياق اذ ان تعامل منصف المزغني مع علياء بلعيد ومحمد الجبالي لم يكن أفضل رغم ما عرف عن المزغني من إلحاح وصرامة مع حقوقه المالية والمعنوية ونتيجة هذا التعامل غير المتوازن يتحاشى عدد من الشعراء التعامل مع المطربين مثل منصف الوهايبي الذي كتب للاغنية في مناسبة وحيدة في حين انقطع عبد الحميد خريف عن الكتابة للاغنية بعد تجارب ناجحة مع محمد القرفي ولطيفة ونجاة عطية ونفس الشيء بالنسبة لسويلمي بوجمعة ومحي الدين خريف الذي كتب قصائد جميلة لسنية مبارك مثل «أماه يا حزني ويا فرحي» وبعض الأغاني الدينية أما جعفر ماجد فرغم الشهرة التي حققتها «الساحرة» لعلية و»تعالي» لسليم دمق فان تجربته توقفت في هذا المجال لاعتبارات معنوية ومادية كما أختار علي اللواتي التوقف بعد التجارب الناجحة التي قدمها مع أنور براهم. ولكن هل يكون تعامل أولاد أحمد مع أمينة فاخت بابا يعود منه بعض الشعراء لنرى تجربة أخرى ناجحة على غرار تجربة الثنائي آدم فتحي ولطفي بوشناق التي تعد من أهم التجارب عربيا وأهم تجربة تونسية؟