حقّق الأولمبي الباجي مساء أمس الأوّل انتصارا ثمينا بكل المقاييس على أحد عمالقة الكرة الإفريقية وفاق سطيف الجزائري... الأولمبي الباجي لم يسرق انتصاره بل أن أبناء بلحوت كانوا متماسكين دفاعا نشيطين في وسط الميدان خطيرين في الخط الأمامي ولولا تألق الشاوشي وتسرّع قربوج أحيانا لكان فوز الأولمبي الباجي بأكثر من هدف خليل الجديدي.. لن نتحدث عن كسب الباجية لورقة العبور إلى الدور النهائي فلا تزال أمامهم 90 دقيقة وأكثر بملعب النار ليتضح المسار... وفي المقابل يمكننا الحديث عن المكاسب التي جناها اللقالق من هذا الانتصار. فبعد أن ظلّ تألّق أبناء بلحوت حكرا على المباريات التي يخوضونها خارج ميدانهم جاءت مباراة الكأس ضد النادي القربي للتخلص من هذه «العقدة» وبما أن النادي القربي ينتمي إلى الرابطة المحترفة الثانية فإن الأولمبي كان يحتاج شيئا من التأكيد ضد فرق أقوى من النادي القربي... الرد والتأكيد لم يتأخرا طويلا فبين الجمعة والثلاثاء 3 أيام فقط ليجدد الأولمبي الموعد مع الانتصار وبنفس النتيجة (10) لكن ضد عملاق من عمالقة الكرة اسمه وفاق سطيف الجزائري. بلحاج عمر يؤكد مكسب آخر تحقق للأولمبي ويتمثل في اللاعب مهدي بلحاج عمر الذي سجل ظهوره لأول مرة ضد النادي القربي كبديل وقدّم الإضافة ودخل نفس اللاعب «معركة» سطيف منذ البداية وأكد أنه قادر على صنع اللعب مع «اللقالق» مهما كان المنافس والرهان. المنّاعي يستفيق مكسب ثالث للأولمبي ويتمثل في استفاقة المهاجم بسّام المناعي الذي كانت بدايته محتشمة إلى درجة أن الجميع توقّع اختفاءه من الخط الأمامي للأولمبي نهائيا خاصة بعد تماثل الميساوي للشفاء وتحويل بلحوت متوسط الميدان الدفاعي أداما تراوري إلى رأس حربة. بسّام المناعي أقلق كثيرا دفاع النادي القربي وأجبر دفاع «السطايفية» على ملازمة مواقعهم في الخط الخلفي ولم يعد ينقصه سوى وضع الكرة في الشباك لاستعادة صفة المهاجم الهداف. ثراء الزاد ملخّص المكاسب في الأولمبي زاد بشري ثريّ لم يعد يسمح بالحديث عن غياب البديل والحلول إذا غاب هذا اللاعب أو ذاك النجم... فأكرم ساسي عاد بقوّة لمحور الدفاع بعد إصابة علي الهمامي وحمدي العابدي ثبت في الجهة اليسرى بعد إصابة نضال النفزي وتراجع مردود قيس مخلوف ومحمد الوزاني بدأ الدخول في صميم الموضوع ومونبلي استعاد كامل مؤهلاته البدنية والفنية... وهذا على سبيل الذكر لا الحصر. إنذار للإفريقي كلّ المكاسب المذكورة آنفا والفوز المستحق ضد وفاق سطيف الجزائري تؤلّف إنذارا واضحا للنادي الإفريقي ضيف مدينة باجة هذا الأحد في إطار الجولة الثامنة لبطولة هذا الموسم فالأمور من المنتظر أن تسير تحت شعار «لا اثنان دون ثالث» فبعد (10) ضد النادي القربي ومثلها ضد الوفاق الكل في انتظار الانتصار الثالث للأولمبي الباجي على أرضه ومن المنتظر أن يكون ذلك ضد الإفريقي هذا الأحد. تنظيم رائع وأجواء أخوية الروح الرياضية العالية التي رافقت مباراة الأولمبي الباجي ووفاق سطيف الجزائري قبلها وأثناءها وبعدها تشهد بالكفاءة لمنظمي هذه الكأس وللعلاقات الطيبة جدا بين تونس والأشقاء العرب ولنزاهة التحكيم المغربي فالكرة النظيفة والانتصار والهزيمة والمخارق و«الجبن» و«القوتة» والمرطبات والمشروبات سجّلوا حضورهم مساء أمس الأول في أجواء أقل ما يقال عنها إنها احتفالية ممّا سهّل مهمة كل طرف بمن في ذلك الإعلاميون... فماذا لو تبقى كرة القدم في بلادنا هكذا وعلى الدوام... هو حلم لكنه مشروع.