تعتبر القصبة من أبرز المعالم التي لعبت دورا هاما في الدفاع عن المدينة عبر العصور الرومانية والاسلامية نظرا إلى موقعها الجغرافي. في هذا الصدد يقول الدكتور محمد التليلي الباحث في علم الآثار إن معلم القصبة كان له دوره الفعال في الدفاع عن حماية المدينة منذ فجر التاريخ حسب ما أكدته النصوص والنقوش والآثار التي تشير الى أن هذا المعلم كان يتكون من حصنين. الأصغر وهو الأقدم حيث تم بناؤه سنة 1600م خلال الحكم العثماني بالمنطقة الذي سيطر على القبائل والحدود، ويتركب هذا الحصن من أربعة أبراج وتوجد بوسطه غرف خاصة بالجنود بها باب سري يؤدي إلى الخارج من الناحية الشمالية الغربية. أما الحصن الكبير فقد عرف عدّة توسعات كانت بدايته في منتصف القرن السابع عشر إبان فترة حكم حمودة باشا أهمها خندق يؤدي الى أسفل المدينة وبرج مراقبة وسرايا وغيرها من التحصينات الهامة التي أعيد ترميمها سنة 1806م على يد المهندس العسكري الهولندي «همبارت» تحت اشراف العربي زروق مضيفا أبراجا جديدة من الناحية الشرقية ويحتوي هذا الحصن على فسحة تحيط بها العديد من الغرف ومسجد للصلاة ومخازن للذخيرة الحربية والمواجل لتجميع مياه الأمطار. أما في العهد الراهن فقد تمّ استغلال هذا المعلم كمسرح للهواء الطلق يحوي حوالي 4000 متفرج.