قضت المحكمة الابتدائية بالقصرين مؤخرا بسجن شاب مدة ثلاثة أشهر نتيجة محاولته خلع واقتحام وسرقة مكتب محام. المتهم شاب من مواليد القصرين قام حسب الأبحاث بدراسة جيدة للمكان اذ ظل يتردد بصفة مستمرة على مقهى محاذ لمكتب المحامي الكائن في وسط المدينة وهو ما جعل وجهه معهودا لدى زوار المقهى ولدى متساكني النهج الذي حصلت فيه الواقعة وهو ما سهّل عملية القبض عليه من طرف المحامي نفسه وبعض الجيران. أما وقائع القضية فتفيد أن المتهم رصد المكان جيدا ثم اختار الزمان وهو ليلة صيفية جعل الساهرين لا يتأخرون في السهر كما جرت العادة عند ارتفاع درجة الحرارة. وفي ساعة متأخرة (حوالي الثانية صباحا) حمل الشاب قضيبا حديديا وقارورة من الكحول ثم قصد مكتب المحامي ذي البابين (باب من الخشب وآخر من الحديد حفاظا على ملفات الزبائن) بدأ المتهم محاولة فتح الباب الحديدي ولما تعذر فتحه لجأ إلى القوة مستعملا القضيب الحديدي وهو ما أحدث صوتا قويا بلغ مسامع أحد الجيران . ظن الجار أن الصوت مصدره محطة الحافلات القريبة من المكان غير أنه تذكر أن المحطة تم بناؤها بالاسمنت وهي بالتالي لا تحدث مثل هذا الصوت فانتابه خوف من أن تكون سيارته تعرضت للسرقة فخرج دون أن يشعل النور الكهربائي ليكتشف الشاب بصدد خلع مكتب جاره المحامي، عندها هرول وفتح الباب الخارجي لمنزله محاولا الامساك به غير أنه تمكن من الهروب بعد أن تعرف الجار عليه بحكم تردده على المقهى القريب من المكان. لم يشأ الجار ازعاج المحامي في تلك الليلة وتحمل مسؤولية حراسة النهج الى أن أشرفت شمس النهار الموالي، وعند حلول المحامي بمكتبه أعلمه بما حدث. أثار الخبر ضجّة لدى سكان النهج باعتبار أن هناك من تعرض الى عملية سرقة في ذلك النهج دون أن يقع القبض على السارق وهب الجميع إلى المكتب لاستجلاء الأمر وبينما كان الجمع أمام المكتب مر المشبوه فيه قرب مسرح العملية لكن جار المحامي تعرف عليه فأعلم المحامي بذلك فتم الامساك به واعلام دورية أمن قريبة منهم فتكفل أعوانها بالقاء القبض عليه ثم استجوابه قبل احالته على المحاكمة. وبمثوله أمام هيئة المحكمة أنكر المتهم ما نسب اليه غير أن المحكمة انتهت الى الحكم عليه حضوريا بالسجن لمدة ثلاثة أشهر.