أحيل على الدائرة الجنائية باحدى محاكم الساحل مؤخرا شابان تخطيا عقدهما الثاني ببضع سنوات بعد أن تورطا في قضية سرقة موصوفة لم يكتف فيها الشابان بالسطو على محتويات منزل خال من أصحابه المقيمين بالخارج بل حاولا ابتزاز صاحبه وطلبا منه مالا مقابل ارشاده إلى مقترف السرقة. جدت أطوار هذه القضية في احدى مدن المنستير حين عاد رجل من الخارج حيث يقيم صحبة عائلته إلى مسقط رأسه لقضاء شؤون عاجلة وتفقد أملاكه. وما إن فتح باب منزله حتى لاحظ أثاثا مبعثرا وبدخوله إلى الغرف وقف أمام حقيقة طالما كان يخشاها فقد تيقن من فقدان قارورتي غاز ومحرّك لضخ المياه وآلات كهرومنزلية مختلفة فهبّ على جناح السرعة إلى مركز الأمن ليرفع شكوى في الغرض. تحوّل المحققون مع الشاكي إلى منزله حيث قاموا بمعاينة تأكدوا من خلالها تعرض المحل إلى عملية سرقة موصوفة قام من خلالها مجهولون بتسور الحائط الخارجي وخلع الباب بآلة حادة واستولوا على الأثاث وانصرفوا دون أن يخلّفوا أثرا واحدا يدلّ عليهم. ابتزاز انطلقت الأبحاث في القضية وظل أعوان الأمن يجمعون الدلائل التي يمكن أن تقودهم إلى الفاعل أو المجموعة وفي الأثناء كان المتضرر يسأل أجواره ومعارفه عما يمكن أن يوصله إلى اماطة اللثام عن اللصوص وذات يوم اتصل به أحد أجواره (21 سنة) وعرض عليه مساعدته وبعد أن امتطى سيارة المتضرر وسارت بهما مسافة طلب منه الركون في مكان خال ولما توقفت السيارة طلب الشاب من جاره المتضرر مبلغ 80 دينارا مقابل اخباره بهوية السارق الذي سطا على منزله موهما إياه بأنه استمع ذات مرة في المقهى إلى حديث شبان كانوا ينوون بيع المسروق فاستغرب رواية الشاب ورفض دفع المبلغ ومضى كل واحد منهما في حال سبيله. فكر المتضرر مليا ثم توجه نحو مركز الأمن لإعلامهم بالأمر وبعد ذلك اصطحب أحد أصدقائه وتوجه نحو الشاب متظاهرا بأنه قبل اعطاءه مبلغ 80 دينارا لكن الشاب رفض تسلّمها حين علم أنه أخبر الشرطة بالأمر. تولى المحققون جلب الشاب إلى مركز الشرطة وبالتحقيق معه بادر إلى انكار الأمر جملة وتفصيلا لكنه تراجع بعد ذلك واعترف بأنه قد تولى سرقة المنزل صحبة صديق له (22 سنة) بعد أن لاحظ خلو المنزل من أهله. وأكد الشاب أنه اتفق مع صديقه ذات يوم على الالتقاء في الصباح الباكر لتنفيذ خطتهما وفي حدود الساعة السادسة صباحا جرّ أحدهما عربة وضعها أمام منزل المتضرر في حين تولى الشاب الآخر تسور الحائط وخلع الباب بقضيب حديدي تم حمل المسروق ووضعه في العربة وغادر المكان ثم فرطا في المسروق بالبيع. وبعد هذه الاعترافات المفصلة ألقى أعوان الأمن القبض على المتهم الثاني وأحيلا على أنظار المحكمة التي أنكرا أمامها ما نسب إليهما قبل تأخير القضية إلى جلسة قادمة.