بعد قيس وليلى، عنتر وعبلة ، روميو وجوليات، وغيرهم من الشخصيات التي كانت تأشيرة دخولهم تاريخ الانسانية هي قصص الحبّ القوية التي عاشوها وتغلّبوا من خلالها على الظروف التي اعترضتهم. ليكون إيمانهم بالحب أقوى من كل الظروف. تنضاف الى هؤلاء اليوم قصّة حب جديدة تدخل التاريخ من أوسع أبوابه، وهي قصة الأميرة فكتوريا وليّة العهد السويدية التي تزوّجت أخيرا من حبيبها دانيال الشاب الذي ينتمي الى عامة الشعب. فكتوريا ودانيال أصبحا إذن رمزا معاصرا للحب القادر على التغلّب على أقوى المصاعب، فبعد قصة حب دامت عشر سنوات تمكنّا أخيرا من اقناع الكلّ بأن حبهما أصدق من أن يكترث بالفارق الاجتماعي الذي يفصلهما. ولنترك عالم الملوك والأمراء الى حين، ونعود الى واقع الشباب التونسي لنرصد آراءهم في الحب وما إذا كان قادرا على التغلّب على الفوارق الاجتماعية بين الحبيبين، وهل ان قصة الأميرة فكتوريا ودانيال يمكن ان تكون مثالا يقتدون به في علاقات الحبّ التي يعيشونها؟ ردود فعل الشباب الذي سألناهم اختلفت بين مؤيد ومعارض، وبين من ارتسمت على وجهه ابتسامة ومن ضحك مستهزئا من الموضوع ومن تنهّد عميقا بسبب ألم لحقه من الموضوع نفسه. البداية كانت مع كوثر (24 سنة) التي ترى العالم ورديّ اللون فهي تعتبر ان الحب هو أجمل شيء في الدنيا وأن الانسان لا يحب شخصا لسبب معيّن سواء كان المال او الثروة او غيره... إنما يحبّه لشخصه لذلك فهي تعتبر ان الحبّ يمكن ان يتغلّب على الفوارق الاجتماعية بين الحبيبين بشرط ان يقدرا ماديا على العيش في راحة وأن تساعدهما عائلتاهما بالتفهم. تماما كما حصل مع الأميرة فكتوريا التي تعتبر كوثر ان قصّتها يمكن ان تكون مثالا يحتذى به. ويشاطرها الرأي معز (33 سنة) الذي يؤيد كلامها ويستشهد على ذلك بأمثلة من واقعه رغم انها ليست كثيرة. ويضيف بأنه حتى يتغلّب الحب على الفوارق الاجتماعية على الطرف الذي ينتمي الى الطبقة الأعلى الا يشعر الآخر بالفارق بينهما وعلى العائلة ان تكون سندا في ذلك، فالحبّ موجود على الدوام ويفترض ان يكون أقوى من كل الظروف. والمهم هو التفاهم والصدق. أما سميحة (25 سنة) فقد اتخذت موقفا مغايرا كليا مجيبة مباشرة ب «لا» لا يمكن للحب حسب رأيها ألا يكترث بالفوارق الاجتماعية اذ علينا في وقتنا هذا ان نكون واقعيين فمجتمعنا شئنا أم أبينا مهووس بالمظاهر التي تقود حياته على حدّ تعبيرها. وتضيف بأننا نعيش عصر المادة وهذا هو الواقع مستشهدة بمثل تونسي يقول: «وقتلّي الفقر يدخل من الباب الحبّ يخرج من الشباك!» وعن رأيها في قصة الأميرة فكتوريا تقول بأن قصة واحدة في الملايين تمثل استثناء لا يمكن ان يؤثّر في الناس ففي واقعنا كل من يفكّر في الزوج لا يرتبط بغير شخص من نفس مستواه بصرف النظر عن الحب. وفي مقابل هذه الآراء المتراوحة بين مؤيد ومعارض اتخذت أماني (21 سنة) موقفا يجمع بين الاثنين. فهي تعتبر انه يفترض الا يعيق الحب اي أمر سواء كان السن او المستوى الاجتماعي او الثقافي او غيره... ولكن ذلك لا يتحقق الا اذا كان الثنائي متفاهما وله من قوة الشخصية ما يمكّنه من اقناع العائلتين بحبهما وارتباطهما وإلا فإنهما سيفشلان بطبيعة الحال لذلك فأماني ترى أن قصة الأميرة فكتوريا يمكن ان تكون قدوة للشباب ولكن ليس للأولياء الذين سيقولون بأنها على كلّ حال أميرة وبالتالي لن تزعجها أبدا مسألة الماديات أما مع إنسان عادي فالأمر يختلف تماما. هذه الفسيفساء من الآراء قد تختلف في أجزائها ولكنها في المجمل تجتمع على أمر واحد وهو ان المهم هو ان يعيش كل ثنائي مهما كانت اختياراتهما «في سعادة وهناء» مثلما تنتهي قصص وحكايات الملوك والأمراء. ٭ صبرين الحاج فرج (طالبة بمعهد الصحافة وعلوم الاخبار)