عادل الخيّاشي : معلّم برتبة فنّان ! «الشروق» مكتب صفاقس: كتب للأطفال مسرحيات عديدة (وعي المجانين حمار العروس الوهمية صاحب العبر الحركة الوطنية) وغيرها ونشط ضمن جمعيات مسرحية معروفة كالجمعية المسرحية بعقارب في دور مدير مدرسة في مسرحيتها الحدث: ضريع الوادي وتقمّص مجموعة أدوار في مسرحية نواصي وعتب لجمعية الأمل المسرحي بالمزّونة ومنذ أواخر الثمانينات وهو يثري المشهد المسرحي المدرسي ولعلّ حصوله سنة 1990 على جائزة المسرح بإذاعة صفاقس (برنامج اليوم السابع) مثل منعرجا في مسيرة المربّي والشاعر والمسرحي عادل الخيّاشي ضيف (معلّمون لكنهم شعراء). عادل الخياشي شارك في أوّل مهرجان وطني للمسرح بالوسط الذي أقيم السنة الماضية بتونس بمسرحية حول العلاّمة ابن خلدون عنوانها «صاحب العبر» ونالت شهادة تقدير لجنة التحكيم ونالت إعجاب كلّ المتابعين فكانت المسرحية الحدث بمدارس ولاية صفاقس وعرضت على هامش المهرجان الوطني بصفاقس كما تم عرضها في أكثر من فضاء ثقافي وتربوي في عديد المناسبات. المربي عادل الخياشي كوّن قاعدة واسعة لجمهور المسرح بعقارب كما كان علامة مسرحية وثقافية بارزة في كلّ المدارس التي عمل بها داخل صفاقس وخارجها وهو أيضا متحصّل على شهادة في السينوغرافيا وككل مبدع وفيّ يدين هذا المربي في نجاحاته للعديد من المسرحيين بدءا بعلي بن خضرة مكتشفه في معهد عقارب وصولا إلى مؤطريه في سوسة الأساتذة مراد كروت ورضا دريرة والدكتور رضا بوقديدة والدكاترة المؤطرين عزالدين المدني ومقداد مسلم... والملفت في التجربة المسرحية لعادل الخياشي بالوسط المدرسي قيامه بكل الأدوار تقريبا من كتابة وإخراج وإعداد ديكور ودائما يتحدى كلّ الصعوبات من أجل الأطفال المهوسين بالمسرح. عادل الشاعر؟ المربي عادل الخياشي شاعر مجيد لكنّه بخيل من حيث النشر وربّما طغى الإبداع المسرحي على تجربته الشعرية التي تعتبر متقدمة وجديرة بالمتابعة فهو نشر سابقا قصائد متميزة ببعض الصحف التونسية والملاحق الثقافية المعروفة إلى جانب مشاركاته القليلة في بعض الملتقيات الوطنية للشعر ومن أجمل ما كتب قصيد جميل يرثي فيه مربّيا: بكاكَ النجم والبدرُ وفاضت عينُهُ النهرُ وناح البلبلُ الشادي فردّ نوحه الصخرُ وشقّت ثوبها الكُتبُ وتاهَ الحرفُ والسطرُ وطفل ظلّ يرثيك غداةَ ضمّك القبرُ كما أن له نصّا آخر في نفس السياق تقريبا وفي نفس الغرض المتعلّق بمدار التعليم والتعلّم الذي هو واقع الشاعر المربّي فيقول في قصيد عنوانه «الفصول» بمناسبة كلّ عودة مدرسية: تناديني الفصول والمناضد وترسل إليّ التباشيرْ فأشتمُّ رحيقها العابق بالصلصال والطباشيرْ كلّ الفصول مرّت وأنا بين «الفصول» وهنا يزاوج الشاعر بين فصول السنة وفصول المدارس التي يتشاق إليها الشاعر فيهرع إليها مطلع كلّ عام دراسي كما يهرع الظمآن لقطرات الماء. كما كتب أيضا في أغراض متنوعة لعلّ أبرزها شعرهُ في حبّ الوطن وهيامه بتونس الخضراء الذي لا يضاهيه هيام آخر وقد برز ذلك بوضوح شديد في فاتحة مخطوطه الأول «ألوان» في قصيد الحبّ الأول حيث يقول مخاطبا من أحبّ: واعلمي حبيبتي أنّ الأرض قد تحيدُ عن مدارها وأنا لا أحيدُ عن مداري فحبّ تونس دائما أعظم اختيارِ... فالصدق في شعر هذا المربي أكبر من أي كلمة يمكن أن تقال فيه مشاعر صادقة وفيّاضة تربّى عليها هذا الشاعر والمربي فكانت نبراسه في الحياة اليومية ودليلا له في العمل داخل الفصل مع أطفاله الصغار الذين كتب لهم أيضا وتغنى بهم فما أسعدهُ بهم وما أسعدهم متعلمين بمربّ ورجل مسرح وشاعر فنان يتوفّر على مواهب عديدة لعلّ آخرها مجموعة من الأغاني والأعمال الدرامية تنتظر الأضواء لترى النور.