انطلقت أمس بمدينة الحمامات فعاليات الدورة الخامسة لمنتدى تكنولوجيات المعلومات والاتصال للجميع تونس زائد 5. ويشارك في هذه الدورة التي افتتحها السيد محمد الغنوشي الوزير الاول عشية أمس عدد هام من سامي المسؤولين وشخصيات دولية مهتمة بتكنولوجيات المعلومات والاتصال ومشغلي شبكات الاتصال ومزودي خدمات الانترنات وخبراء مختصين من افريقيا وأوروبا وأمريكا وآسيا... بالاضافة الى مشاركة أكثر من 700 شخصية من رؤساء ومسؤولين لكبرى الشركات العالمية ومنها نوكيا وألكاتال ودال ونتوورك وكوريا للاتصالات والسعودية للاتصالات والقطرية للاتصالات وستون سوفت. وخصص صباح اليوم الاول للمنتدى لأشغال التظاهرات الموازية والتي بلغ عددها 15 تظاهرة أشرفت على تنظيمها جمعيات مدنية ومراكز بحث ومنظمات دولية ومنها المفوضية الأوروبية والمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات والمعهد الكوري الجنوبي كايست والفيدرالية المتوسطية لجمعيات الانترنات. وتناولت هذه التظاهرات مواضيع مختلفة حول تكنولوجيات المعلومات ومنها دورها في توفير فرص تشغيلية أكثر للشباب من ذوي الاحتياجات الخصوصية والبحث والتجديد في قطاع تكنولوجيات المعلومات والاتصال في افريقيا والبرمجيات الحرة المتخصصة في تصميم مواقع التجارة الالكترونية وتدعيم سلامة الفضاء السيبرني وحماية الشباب من الجريمة الالكترونية ومن مخاطر الفضاء الافتراضي. الجريمة الالكترونية وأجمع المختصون المشاركون في التظاهرة الدولية الموازية التي حضرتها «الشروق» حول حماية الشباب في الفضاء الالكتروني ان فقهاء القانون في مختلف الدول لم يتوصلوا بعد الى وضع تعريف خاص بالجريمة الالكترونية. وأشاروا الى ان هذا النوع من الاجرام يتميز بأنه خطأ يتم ارتكابه في فضاء افتراضي. هؤلاء وهم مشاركون من تونس ومن لبنان والمغرب تحدثوا على مسمع عدد من تلاميذ المعهد النموذجي بنابل والمركز القطاعي للتكوين في فنون اللهب بنابل ليشيروا الى توسع استخدام الفضاء الافتراضي او السيبرني كما تطلق عليه التسمية وبالتالي تراكم المعلومات وتلاشي سطوة الرقيب ثم بداية ظهور حالات الادمان وبناء جدران العزلة الفردية وما تبعها من ارتكاب أخطاء افتراضية والوقوع ضحايا للجريمة الالكترونية. وذكر السيد جوهر الجموسي رئيس الجمعية التونسية لقانون الانترنات والملتميديا (الأطراف المنظمة للتظاهرة) أن الأمان السيبرني أصبح من الأولويات المطروحة اليوم لوقاية الشباب من التوظيف السلبي لوسائل الاتصال... وذلك لحمايته من التغريب الالكتروني والاستلاب الأخلاقي بالاعتماد على الجانب التشريعي والأبعاد القيمية. من جهته قال الخبير اللبناني الدكتور إيلي بسبوس لمجموع المراهقين والشباب من التلاميذ المشاركين في التظاهرة ان العالم الافتراضي يقود الانسانية بنسق سريع اليوم مؤكدا أنه وسيلة وليس خطا نهائيا ويقصد أن التكنولوجيا بإمكانها التعرّض للعطب لكن الانسان لا يتعرض لذلك ويواصل دوما العمل. يتساءل الخبير عن مدى أهمية التركيز على التحسيس والتوعية أو القانون في مواجهة لمخاطر العالم الافتراضي القريب من عالم العلم على حدّ قوله. المشرّع التونسي حول تحديات الجريمة الالكترونية قال الدكتور فريد جبّور الأستاذ الجامعي اللبناني المختص في قانون الانترنات والمعلوماتية ان معظم الجرائم الالكترونية يرتكبها شباب وأن الخطأ السيبرني يبدأ من سن الخامسة الى الثامنة عشر وذلك لدى الطفل الذي له نزعة عدائية وفقا لعلم النفس الجنائي. وأشار المختص الى أن الجريمة الالكترونية لا تعرف دولا أو حدودا لا رقابة لها كما لا يوجد الى حدّ الآن تعريف جماعي لهذه الجريمة. وأكد الدكتور جبور أن انتشار الجريمة الالكترونية يتسارع أمام عجز عن مواجهتها أو الحد منها من خلال وضع نص قانوني مبرزا أن اكتشافها يتم عادة بالصدفة. وأوضح أن أغلب الجرائم التي يتم اكتشافها اليوم هي الدخول والتواجد غير المشروع في الأنظمة المعلوماتية. وبدوره قال الأستاذ الهاشمي محجوب الخبير التونسي المختص في القانون ان المشرع التونسي حاول إيجاد نصوص خاصة بهذه الجرائم فأجرى تنقيحات على بعض المجلات مثل مجلة الصحافة ومجلة الأحوال الشخصية والمجلة الجنائية بحثا عن منفذ قانوني للحد من الجريمة الالكترونية التي تظلّ عابرة للقارات وتهدد كل المؤسسات والشركات والأشخاص المرتهنين في النظم المعلوماتية. تغطية: أسماء سحبون شباب يتذمرون من إدمان ال«نات» ٭ الحمامات «الشروق»: قرصنة المواقع الشخصية هي الخطر الأكبر الذي نواجهه في الفضاء الالكتروني... كانت هذه خلاصة ما صرّح به عدد من التلاميذ المشاركين في التظاهرة الموازية والمنعقدة حول «حماية الشباب في الفضاء السبيرني» ل «الشروق». ويقول هؤلاء إن بعض القراصنة يستغلون ما يتم نشره من «حميميات» في الصفحات والمواقع الشخصية لإيذاء من يريدون. وتقول هالة التلميذة في السنة الثانية ثانوي في المعهد النموذجي بنابل إن القرصنة في الموقع الاجتماعي «فايس بوك» هي أكثر المخاطر التي يواجهها الشباب ذلك أنه الأكثر استخداما. وتتمثل الخطورة حسب قولها في التعامل مع صديق افتراضي قد يقدّم نفسه بهوية مغلوطة حول سنّه وجنسه ومن ثمّة يمكنه اطلاع الطفل والمراهق على صور وفيديوهات وغيرها من العروض الافتراضية التي من المفروض ان لا يطلّع عليها الطفل على الاقل في سن معيّنة. وذكرت المتحدثة أنها على علم باستخدام أحدهم لصفحة شخصية باسمها تضمّ المعطيات الشخصية الخاصة بها ومنها تاريخ ولادتها وإسمها وهي التي ترفض ان يكون لها صفحة شخصية في ال «فايس بوك» الأمر الذي دفعها الى التحدث الى والدها حول الأمر وماتزال هالة تنتظر قيام هذا المجهول بأي خطإ على الصفحة الخاصة بها ومنها تنزيل فيديوهات مشبوهة أو غيرها لتشتكيه الى القضاء قائلة «حقّا جميعنا نجهل كيف نحمي حقوقنا في حال الخرق الالكتروني مثل انتحال هوية في الموقع الاجتماعي». من جهته قال التلميذ صبري تريشلي، المركز القطاعي للتكوين في فنون اللهب ان المخاطر تتجاوز القرصنة نحو اهدار الوقت والإدمان والاضرار بالصحة وتشويش التركيز وضيق أفق التفكير لدى المدمن وأشار الى أن بعض المواقع أصبحت واجهة للخناء. وهنا يتدخل صديقه مروان ذويبي ليقول ان المواقع المذكورة مصيبة وجب انقاذ الشباب منها. ثم يضحك مروان قبل ان يقول انه انتحل ذات مرة هوية فتاة في ال«فايس بوك» واكتشف انه بالامكان الحصول على اصدقاء كثيرين ومعاكسات متنوعة وبإمكانه أيضا النصب على الأصدقاء. أما التلميذ عمر برينيس فيقول ان لعبة war craft أصبحت ادمانا لدى نسبة هامة من الشباب اذ من السهل جدّا أن تقضي 8 ساعات أمام الحاسوب دون ان تشعر بذلك.