... حوالي 250 لقاء مهنيا مباشرا «بي توبي» (Business to Business) جمعت على امتداد يومين ثمانية من كبار المورّدين والمستثمرين الايطاليين في قطاع النسيج والملابس بما لا يقل عن 60 رجل أعمال تونسيا في القطاع نفسه وذلك بمركز النهوض بالصادرات بالعاصمة. مبادرة متميزة من «دار المصدّر» وصفها الطرفان التونسي والايطالي بالناجعة خاصة بعد أن أثمرت في النهاية عدّة اتفاقات شراكة سواء من حيث تصدير المنتوج التونسي الجاهز من الملابس نحو إيطاليا أو من حيث توريد القماش والمواد الأولية الايطالية الى تونس أو كذلك على مستوى جلب الاستثمارات الايطالية في هذا القطاع الهام نحو تونس وما سيوفّره ذلك من رفع للطاقة التشغيلية في المجال... ووصفت السيدة سليمة حشيش (مديرة النسيج والجلود والصناعات التقليدية بمركز النهوض بالصادرات) مثل هذه التظاهرات (اللقاءات المباشرة) بالضرورية للغاية خاصة في قطاع النسيج والملابس الذي يمثل أحد الأسس الهامة للاقتصاد التونسي من حيث التصدير والتشغيل. وتزداد أهمية هذه اللقاءات حسب السيدة حشيش عندما يتعلق الأمر بالأسواق الاوروبية خاصة الايطالية التي تعدّ الوجهة التصديرية الثانية لمنتوجات النسيج والملابس بعد فرنسا بحصة تناهز 31.4٪ من مجمل الصادرات التونسية في القطاع وبتطوّر هام من حيث العائدات المالية للصادرات ناهز 19٪ من 2005 الى 2009... كما أن عدد الزائرين الايطاليين لصالون «تاكسماد 2010» بتونس كان الأرفع (حوالي 200 زائر مهني في القطاع) وهو ما يعني أنهم مهتمين بشكل لافت بالسوق التونسية ولابد من مزيد شدّهم وجذبهم بمثل هذه اللقاءات الثنائية بين المهنيين... وأكّدت المتحدثة أن السنة الفارطة شهدت قدوم 4 ايطاليين في لقاء مماثل وهذه السنة تطور العدد الى 8 على أمل أن يكون العدد أرفع في قادم السنوات. ملموس من جهة أخرى، تحدّث السيد لسعد بن جمعة (رئيس مصلحة قطاع النسيج والملابس بمركز النهوض بالصادرات) عن أهمية هذه اللقاءات المباشرة من حيث تمكين المعني بالأمر (المورّد الايطالي) من الاطلاع مباشرة على امكانات المنتج التونسي وعلى رغبته في التطوّر والتقدّم وأيضا على المنتوج بشكل ملموس... حيث يتم في هذه اللقاءات عرض التصاميم والأشكال والألوان والجودة ليلمسها المورّد بشكل فعلي ويقرّر في شأنها ما يراه صالحا... وأضاف أن الايطاليين مهتمّون بشكل كبير بمختلف المنتوجات التونسية (دجينز ملابس جاهزة أقمصة...) ولابدّ من مزيد دعم اهتمامهم هذا وهو ما يسعى اليه مركز النهوض بالصادرات عبر ممثلياته التجارية في الخارج من خلال التعريف بالمنتوج التونسي والتنسيق لمثل هذه اللقاءات ومحاولة تقريب المورّد الأجنبي من المصدّر التونسي. وفي هذا المجال نوّه لسعد بن جمعة بالدور الذي قامت به ممثلية «سيباكس» بميلانو التي يديرها السيد سمير العزّي لتنظيم هذه التظاهرة التي كانت بمثابة معرض مصغّر بتونس (دار المصدّر) لكن الصورة فيه كانت معاكسة، حيث أن الايطاليين هم الذين يحتلّون أجنحة العرض والتونسييون هم الزوّار الذين جاؤوا للبحث عن فرص تعاون وشراكة. ارتياح عبّر المشاركون التونسيون والايطاليون عن ارتياحهم لما أسفرت عنه اللقاءات المباشرة في ما بينهم. وقال حاتم الشنوفي (صاحب مؤسسة جنرال كونفاكسيون بالعاصمة) وعبد السلام بن علي (صاحب شركة شارمود للملابس ببن عروس) إن اللقاءات التي أجروها كانت ناجحة بنسبة كبيرة في انتظار انهائها فيما بعد بالاتفاقات الفعلية... واعتبرا أن نجاح مثل هذه التظاهرات يكون دوما مضمونا أفضل من تحوّل المعني بالامر بنفسه الى الخارج للبحث عن الأسواق... فذلك يتطلب وقتا طويلا وصعوبات للحصول على مواعيد مع رجال الاعمال الايطاليين والفرنسيين... لكن بمثل هذه الطريقة قدّم لهم مركز النهوض بالصادرات خدمة كبرى خاصة أن الأمر يتعلق بالسوق الايطالية وما تمثله لهم من فرص ملائمة للتصدير... وعبّرا عن أملهما في تكرّر مثل هذه اللقاءات مع أطراف أخرى بكافة الدول المعنية بقطاع النسيج والملابس التونسي. ومن جهتهما، أكّد كل من كارلو تريبيانو وإيريكا زامي (مؤسسة بيريتا الايطالية للملابس) أن هذه المناسبة مثلت فرصة جيّدة للطرفين التونسي والايطالي للاطلاع على آفاق التعاون والشراكة خاصة أن قطاع النسيج والملابس في تونس يشهد تطوّرا ملحوظا وهو ما يخدم جيدا مصلحة السوق الايطالية وأيضا المستثمرين الاجانب الراغبين في الانتصاب بتونس. توسع أكّدت سليمة حشيش أن الأمر لن يتوقف عند هذا الحدّ بل هناك مساع عديدة من «السيباكس» لاقتحام أسواق أخرى على غرار السوق الروسية والبريطانية والاسكندينافية. وأضافت أن صالون «تاكسماد» أصبح يمثل مناسبة هامة على الصعيد الاورومتوسطي لمزيد التعريف بالمنتوج التونسي وجلب الاستثمارات الاجنبية لتونس، وأن هناك مساعي عديدة الى أن تكون أغلب الاسواق الهامة ممثلة في الدورة القادمة (جوان 2011).