من مشروع استيطاني الى آخر، تمضي حكومة نتنياهو غير عابئة باستحقاقات مفاوضات مجمّدة ومسار سلام يحتضر.. والمتابع لتعنّت الحكومة الاسرائيلية في هذا الباب، وصممها الكامل إزاء الطلبات الفلسطينية ومناشدات المجتمع الدولي بتجميد بناء المستوطنات ولو الى حين، يخرج بقناعة مفادها أن هذه الحكومة لها أجندة واضحة تقوم على تهويد الأرض وبناء المزيد من المستوطنات.. وأنها تتخذ من العملية التفاوضية مجرّد غطاء سياسي يوفر لها الوقت الكافي لاستكمال بناء المشاريع الاستيطانية وبالتالي استكمال رسم معالم الحل النهائي بالاعتماد على غطرسة القوة وعلى سياسة فرض الأمر الواقع.. أين الشرعية الدولية من كل هذا؟ وأين ما يسمّى الوسيط الأمريكي النزيه الذي طالما ضغط على الطرفين الفلسطيني والعربي للتمادي في عملية تفاوضية عبثية لم تتعد الى حد الآن كونها مسرحية صهيونية أمريكية يراد من ورائها كسب المزيد من الوقت ليس أكثر؟ إن الجواب عن هذين السؤالين معروف سلفا... فالشرعية الدولية وقراراتها الناجزة التي دمّرت دولة عربية مثل العراق وتكبل أخرى مثل السودان تدخل في غيبوبة كاملة حين يتعلق الأمر بالكيان الصهيوني.. أما الولاياتالمتحدة التي عودتنا على تحريك مجلس الأمن حين يتعلق الأمر بالعراق او بسوريا او بالسودان واستصدار القرارات الصارمة، فإنها تختفي وراء ازدواجيتها القاتلة والتي لم تعد تخدع أحدا عندما يتعلق الأمر بحليفها الاستراتيجي. فإلى متى يستمر رهان البعض على مسار سلام محنّط وعلى وساطة أمريكية عرجاء؟ الا يعد هذا انخراطا في اللعبة الصهيونية القائمة على معادلة وقحة مفادها انه أمام الفلسطينيين التفاوض في ظل استمرار الاستيطان او اللاتفاوض مع تواصل الاستيطان... وفي الحالتين يكسب الصهاينة ما يكفيهم من الوقت لرسم الحل النهائي على الارض بعد تهويدها؟ أليس في هذا حشر للفلسطينيين بين خياري الاكتواء بالرمضاء أو بالنار؟