تعددت زيارات المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط هذه السنة دون تحقيق نتائج سياسية تذكر نظرا لتعنت حكومة ناتنياهو في تحقيق خطوات قد تمهد لاتفاق سلام مع الفلسطينيين. لقد دعت الادارة الأمريكية الحكومة الاسرائيلية في أكثر من مناسبة إلى «تليين» موقفها بشأن المستوطنات كبادرة حسن نية قد تتيح للفلسطينيين المشاركة في لقاء ثلاثي يجمع ناتنياهو مع رئيس السلطة الفلسطينية والرئيس الأمريكي خلال اجتماع الهيئة العامة للأمم المتحدة. ويبدو أن ناتنياهو غير مكترث بالمحاولات الأمريكية لتقريب وجهات نظر طرفي النزاع إذ يعتبر أن بناء الوحدات الاستيطانية في القدس وتكثيف البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية أمر لا يتعارض مع الرغبة في تحقيق السلام في المنطقة!. إن عدم الاكتراث الاسرائيلي بالمحاولات الدولية للتقدم في المسار التفاوضي يعتبر عاملا جوهريا في فشل جميع محاولات جورج ميتشل في التوصل إلى اتفاقات، وهذا الفشل للوسيط الأمريكي لا يشجع أبو مازن على لقاء ناتنياهو ولا يدفع الى تجديد المفاوضات السياسية.