ليس ثمة ما (نتوجه) به في العيد لشعبنا في الوطن... وهناك في الأرض الغريبة والبعيدة والشتات سوى باقة ورد وبطاقة ربما على غير المألوف في (الاضحى) حين كنا هناك في فردوسنا السليب الذي لا يزال سليبا. لأولئك الصامدين الابطال خلف القضبان باقة وفاء وحب وعهد وحبات العيون فهم صفوتنا وحروفنا الذهبية على مسلة الحرية. لشعبنا المرابط، لأمهاتنا الصابرات الصامدات اذ تجف (حلوى العيد) في أيديهن بعد ان جرف الاحتلال أضرحة ومقابر ذويهن وأطاح على نحو وحشي وعنصري حتى بجلال الموت! وبما يتنافى مع كل الأديان والشرائع السماوية بل وكل القيم الانسانية وإن كان ليس مستهجنا على أعداء الانسانية المساس حتى برفات الشهداء والموتى وجلال مثواهم. الى أطفالنا وصغارنا وقد فرق بينهم (جدار) ليس وصمة عار في جبين الغزاة فحسب بل في جبين هذا العالم الظالم الذي يبدو شاهدا (مراقبا) على تقسيم والتهام الارض والرفات ولا يحرك ساكنا. باقة ورد لأهلنا هناك بين (المحراث) وكروم الزيتون... بين الدفلة وزهرة الحنون، لأهلنا بين الحواجز ومخالب (الحرس الصهيوني الأسود) والحاخامات. باقة ورد لأهلنا في المجاهل والشتات على شواطئ البحار، في الجزر المنسية والمحيطات والذين تفانوا ليستمر مسار الروح بينهم وبين بلدهم... لأهلنا المتشبثين بحقهم في العودة الى وطنهم الذي شرّدوا منه... لمن يواجهون العنصرية والمكارثية كل مشرق شمس... لمن يخلدون مدنهم ومساقط رؤوسهم بأسماء أولادهم وأحفادهم الذين يحتفظون بطابو الأرض، بعيّنات من تراب أرضهم ورمال وأصداف شواطئهم...بميراث سلالتهم. لأهلنا هناك على البحر والرمال حيث سطر الابطال الأولون اروع الملاحم أمام الغزاة ومازالوا على العهد ينشدون مواويل الصمود ويعزفون لمداواة جراح النكبة وغياب الاحباب عن أرضهم، أرض الانبياء والبرتقال والليمون. باقة ورد لمساجدنا وكنائسنا ومقاماتنا في الحصار. باقة ورد لكل الشهداء الابرار، باقة ورد لشهيدنا الكبير الراقد في ثرى رام ا& تحت نسائم القدس حلمه الابدي وعاصمته الخالدة خلود الشمس في حضن السماء، باقة ورد لياسر عرفات الرئيس القادم لدولة فلسطين!! للرئيس الذي يرقد حاليا هناك في رام ا& على مشارف القدس بجوار زين شباب فلسطين وشاعرها الخالد محمود درويش... باقة ورد لأهلنا في غزة أين من صبرهم صبر أيوب وأين من أنفتهم طرفة بن العبد، لأهل هناك محاصرون صباحهم زفرات ومساؤهم حسرات لجحود هذا العالم و(ضميره الغائب) نحوهم لكن في عزيمتهم على الحياة ارادة أذهلت كل (الارادات). عيد آخر يمر على وطن لا يزال بين الأصفاد، على شعب يصرخ ظلما بمكبرات الصوت فيرجع الصدى نشيج، عيد آخر يمر على شعب تحاصره الضواري والكواسر فتتوارى (الحضارة الانسانية) و(العدالة الدولية) والعهود والمواثيق التي نأت بفلسطين عن قاموسها دون رمشة عين!. عيد آخر يمر وفيه جديد ولا جديد!، فيه تهويد مسعور وزحف على ما بقي من ارض عيد مضى، فيه (وسيط) يرقب السفاح... يرقب فحسب، يتابع جريمته حتى اذا ما فرغ من التهام الضحية يصدر الحكم في قضية تقادمت فتقيد على ذمة مجهول!.. فيه وسيط نصب نفسه قاضيا أعلى بين الأمم واذ به الخصم والحكم.. فيه دولة واحدة كعضو دائم في مجلس الأمن هو أمريكا كما قال (بولتن) مقتبسا عن جنكيزخان ملهمه ومثله الأعلى: شمس واحدة في السماء وملك واحد على الأرض!. باقة ورد في عيد آخر يمر ولا جديد بما مضى! شعب يصمد أكثر رغم الأصفاد والجراح والضوائق، شعب لازال يؤمن رغم الغمامة السوداء بأن لحظة من العتمة لن تعميه ولا تزوغ ببصره عن درب الحرية... شعب لازال يؤمن: بأن المسك بعض دم الغزال. لشعبنا الصامد، لعوائل الشهداء الأبرار، لأسرانا البواسل، لجرحانا، لكل مرابط صامد في بلدنا وفي الشتات وما بدل تبديلا.. لهم باقة ورد وعليهم منا السلام. باقة ورد في العيد لتونس الشقيقة الوفية التي احتضنت أبناء فلسطين وقادتها وأحاطتهم بالرعاية والدفء بما جنبهم برد المنافي وصقيع الغربة ومكنهم من مواصلة مشروعهم ورسالتهم بكل حرية تجاه وطنهم وشعبهم وحتى العودة الى فردوسهم السليب، وكل عام وكل أبنائها الأوفياء بخير وسلام. واشنطن (وكالات) : تنظّم مجلة «فورين بوليسي» كبرى المجلاّت في ساحة العلاقات الدولية، حفلا سيتم خلاله تكريم أفضل مائة مفكر على مستوى العالم لهذا العام. وقد وجهت المجلة دعوة لوزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو لتكريمه في الحفل الذي سيقام في 30 نوفمبر الجاري لاختياره ضمن أفضل مائة مفكر. وذكر داوود أوغلو أنه تلقى الدعوة للذهاب إلى الولاياتالمتحدة لتكريمه، غير أن جدول أعماله المكثف ربما يحول دون تلبيته الدعوة. ويُذكر أن قائمة أفضل مائة مفكر على مستوى العالم عن العام الماضي 2009 لم تضم أي شخصية تركية. داود أوغلو ضمن قائمة «أفضل 100 مفكر في العالم»