حدثت المأساة وانقلبت حياة الأب محسن وزوجته مبروكة رأسا على عقب على اثر فقدانهما طفليهما سمير (3 سنوات) وسمر (4 سنوات) بسبب حريق كان اندلع مؤخرا في مقر سكناهم بمدنين. ولتقصي مزيد التفاصيل ومتابعة فصول الفاجعة زارت «الشروق» منزل عائلة الأب محسن غامري في مسقط رأسه بمنطقة قصر الحمام التابعة لمعتمدية الرقاب ورصدت أجواء الحزن والعزاء. أمام المنزل، تجمع عدد كبير من المعزين توزعوا هنا وهناك وداخل المنزل الذي خصص لاستقبال النسوة كانت توجد والدة الفقيدين مبروكة أصيلةمدنين التي تعذر علينا لقاؤها نظرا لحالتها النفسية السيئة. نفس الحالة كان عليها الأب محسن الذي كان محاطا ببعض المعزين بعد أن غطت وجهه مسحة من الحزن والأسى. ينطلق محدثنا في الكلام بصوت يقطعه تنهده: «كنت صبيحة يوم الواقعة في مقر عملي حيث أتاني أعوان الأمن ليعلموني بتعرض صغيري الى حالة اختناق بعد أن شب حريق بمنزلي وذلك في حدود الحادية والنصف صباحا تقريبا. سريعا تحولت الى المستشفى أين اصطدمت بالخبر الفاجعة وهول الكارثة، لقد توفي ابني سمير وابنتي سمر». ويواصل محدثنا سرد الواقعة تارة ويتلقى عبارات التعازي والمواساة تارة أخرى. «كنت خرجت يومها صباحا كعادتي للعمل، فيما خرجت بعد ذلك زوجتي الى المستشفى لاجراء بعض الفحوصات تاركة الصغيرين داخل المنزل وهو عبارة عن غرفتين ومطبخ بعد أن أوصتهما بضرورة الاعتناء بنفسيهما وعدم الخروج على أن تعود إليهما بسرعة. وفي حدود العاشرة والنصف صباحا عادت زوجتي الى المنزل وتفطنت الى الحريق وبعد فتحها الباب عثرت على الطفلين في حالة اغماء تام بسبب الدخان فيما أتت النيران على محتويات الغرفة وسريعا ما حلّ الجيران وأعوان الحماية المدنية وأعوان الأمن وتم نقل الصغيرين على جناح السرعة الى مستشفى مدنين قبل أن يتمكنوا من السيطرة على الحريق. وقد أكد الطبيب المباشر وفاة الصغيرين فتمت احالة جثتيهما على مصلحة الطب الشرعي بقابس فيما أذنت النيابة العمومية بفتح تحقيق في الغرض وقد صدر تقرير الطب الشرعي الذي أكد أن الوفاة ناجمة عن اختناق مع بعض الحروق التي طالت قدمي سمية. فتم دفن الصغيرين بمنطقة قصر الحمام بالرقاب أين يؤجد مقر سكنى عائلة الأب محسن.