أعتقد ان اللقب قد ضاع عن ممثلنا في هذه التظاهرة الافريقية منذ لقاء الذهاب التي أخذ فيها مازمبي أسبقية مريحة من الأهداف ومع ذلك فقد لعب الترجي بجدية كبيرة في مباراة السبت الفارط وأمن اللاعبون ببقايا حظوظهم في تدارك نتيجة الذهاب من خلال البداية القوية والسيطرة الميدانية التي فرضوها على منافسهم خاصة في الشوط الاول لكن للأسف لم يحالفهم النجاح في آخر المطاف امام منافس قوي لعب بذكاء كبير ونجح في امتصاص هيجان الترجي وعرف كيف يتصرف في أطوار اللقاء، فنيا وتكتيكيا لا يمكن الحديث عن هذا الجانب لأن المباراة كانت استثنائية بالنسبة الى الترجي. ورغم المجهودات الكبيرة للإطار الفني على امتداد فترة التحضيرات التي سبقت موعد المباراة فقد بدا واضحا ان اللاعبين أصيبوا بالتشتت الذهني والخوف الذي كانوا يشعرون به من احتمال ضياع اللقب قد أثر كثيرا على عطائهم فوق الميدان فغابت الحلول على مستوى الهجوم وغاب معها الانضباط التكتيكي المعروف عند لاعبي الترجي وفقد الفريق في لحظة حساسة كل اسلحته امام منافس كان جاهزا من الناحية الذهنية والبدنية واستطاع ان يصعد في الفترة الثانية من اللقاء الى مناطق الترجي ويهدد مرمى الحارس بن شريفية قبل ان ينجح في تسجيل هدف التعادل والأكيد ان حصول مازمبي على التاج الافريقي انما جاء ليؤكد قوة هذا الفريق الذي حاز على اللقب للمرة الثانية على التوالي. كمال مواسة (مدرب جزائري): الترجي وشبيبة القبائل أقوى لكنهما أهديا البطولة لمازمبي شخصيا أعتبر الترجي الرياضي التونسي وشبيبة القبائل ووفاق سطيف أقوى الأندية الافريقية على الاطلاق ووصيف بطل افريقيا للأندية البطلة ترجي تونس يملك مجموعة لاعبين شبان أغلبهم في المنتخب وله مدرب محنّك وخبير بما فيه الكفاية وتاريخ النادي حافل بالانجازات.. ورغم كل هذا وذاك فإن هذه الأندية قد أهدت تاج البطولة الافريقية لفريق مازمبي الذي اعتبر شخصيا ان حقيقة امكاناته هي (30) التي فاز بها الترجي عليه في تونس و(11) ضد شبيبة القبائل قبل 3 دقائق من انتهاء المباراة. نعم الشبيبة الجزائرية أهدت الترشح ل «تي.بي.مازمبي» لما لم يبق على نهاية المباراة سوى 3 دقائق وكان التعادل (11) يحكم المباراة والنتيجة كافية لترشح الجزائريين لكن تغييرين على مستوى خط الوسط حكما على القبائل بمغادرة السباق وترجي تونس أهدى البطولة الى مازمبي في الربع ساعة الأول من لقاء ال (50) .. هدفان وإقصاء ووقتها لم يفكّر الفريق في ان هناك لقاء عودة في تونس فلم يؤمّن له ما يكفي وانهزم (50). ولعبة التحكّم في الأعصاب غالبا ما رجحت كفة اللاعبين الأفارقة السود على حساب عرب شمال افريقيا المعروفين بعجزهم عن التحكم في أعصابهم حسب مجريات اللعب. لو كنت بدل مدرب الترجي لدرّبت ابنائي طيلة اسبوع قبل النهاية على طرق استفزاز المنافس رياضيا بما يكلف طرد لاعب مازمبي منذ الربع ساعة الأول للمباراة لكن العكس هو ما حصل.. أعيد وأؤكد ان الوفاق وشبيبة القبائل والترجي أقوى بكثير من مازمبي وأستغرب عدم استعداد مسؤولي الترجي للنهائي بذهابه وإيابه على مستوى الكواليس بما في ذلك التحكيم خاصة وأنهم على بيّنة مما يمكن ان يحصل وبصريح العبارة لم يولوا هذا الجانب حقه من العناية. بوبكر الحناشي (المعد البدني للمنتخب سابقا): الفرق واضح فاز فريق مازمبي بكأس رابطة الأبطال الافريقية على الترجي الرياضي التونسي مباشرة وعلى الأهلي المصري والفريق الجزائري والذين تواجدوا في الدور نصف النهائي. وهذا الفوز يفتح نافذة للحديث عن بعض الفوارق بين اللاعب الافريقي امثال لاعبي مازمبي واللاعب العربي وبالتحديد الشمال الافريقي... فالبنية الجسدية اقوى بكثير عند اللاعب الافريقي الأسود مما يجعله أقوى وأسرع.. وإذا أضفنا التكوين القاعدي منذ النشأة تزيد الفوارق اتساعا وذلك بعد انتشار مراكز تكوين الشبان بإفريقيا السوداء وتفوقها على مراكز شمال افريقيا وذلك على جميع المستويات... كما ان لاعبنا أكثر هشاشة على المستوى النفساني والذهني مما يجعله أقل صبرا وبالتالي أقل قوة وقدرة على تحمّل الضغط. إيهاب النفزي وعبد الوهاب بلحاج