حركية شملت الشوارع كما المحلاّت.. وحتى واجهات المنازل رغم احتجاج متساكنيها. تلك خلاصة الملامح الجديدة التي بدأت تكسو عددا من أحياء الحزام الغربي بالعاصمة منذ انطلاق مشروع تهذيبها منذ أكثر من عامين. فالشوارع هناك لم تعدّ مجرّد ممرّات مجهولة بل اتخذ بعضها من الفاكهة أسماء له.. فترى أطفال الجيّارة 2 يقفزون على رصيف شوارع كانت من تراب بين نهج اللوز ونهج الاجاص.. وبأرجل ما تزال ملطّخة بالطين يتسابقون في اتجاه نهج الحرية. وبين تلك الأنهج والشوارع تناثرت محلاّت اختصّت في مهن مختلفة لتنبئ بولادة أمل اقتصادي جديد في المنطقة. أما واجهات المنازل فمايزال عدد منها يعلوه لون الاسمنت بعد انتهاء أشغالها حديثا.. إمّا بتحسينها أو بهدم بعض السنتيمترات من توغلها في الشوارع بعد خلافات مطولة مع مالكيها. الشوارع والأرصفة قبل الوصول الى حي الجيارة2 تغمر المكان سحابة من الغبار ويضطر سائق السيارة الى التقدم على أقصى يمينه بكل هدوء وسط ممرّات تضيق بشاحنات الأشغال. وبعد الوصول إليها أصبح بامكان الزائر الترجل وسط شوارع لم تعد من طين. وخالية من «الزبالة» وجداول المياه المستعملة.. إذ شمل برنامج التدخل في مرحلته الأولى التي انطلقت في مارس 2007 وانتهت في شهر أكتوبر من نفس العام بتبليط 151 ألف متر مربع من الطرقات والأنهج بما فيها تعبيد الأرصفة وذلك بكلفة جملية بلغت 4.3 مليون دينار. كما يتواصل الى غاية شهر أكتوبر القادم تعبيد 66 كلم من الأرصفة والطرقات في حي المدرسة (نسبة تقدم الأشغال بلغت 60٪) وحي الجيارة 2 أين انطلقت الأشغال مؤخرا. وتقدّر كلفة مدّ هذه الطرقات والأرصفة بأكثر من 10 ملايين دينار حسب الأرقام الرسمية. نشاط اقتصادي بامكان زائر المكان أيضا التوقف عند عارضات محلاّت بدأت تظهر بين أنهج الأحياء.. محلاّت لبيع الملابس والمواد الغذائية واكسسوارات للنساء ومحلات للصناعات التقليدية.. إذ تمّت حسب الأرقام الرسمية المصادقة على 858 مشروعا في اختصاص الحرف والمهن المختلفة لبعثها في المنطقة بكلفة جملية قدرها 3625 ألف دينار وذلك الى غاية 15 نوفمبر الجاري.. من مجموع 990 مشروعا مبرمجا في تلك الأحياء. وتقدّر ولاية تونس نسبة تقدم انجاز المشاريع في أحياء الجيارة 2 والجيّارة العليا و20 مارس و25 جويلية وحي المدرسة بحو الي 86٪ ومن بين الاختصاصات ذات النجاعة الاقتصادية في الجهة والتي بدأت تظهر في المنطقة الخياطة واصلاح المكيفات والاعلامية وتصليح التجهيزات الصحية ورسكلة البلاستيك ورحي التوابل وصنع التحف وصناعة المرطبات وتسفير وفنون الطباعة وتصليح الهواتف الجوّالة. واجهات المنازل تشير الأرقام الرسمية أيضا الى التكفّل بتحسين 660 مسكنا بتلك الأحياء الى غاية نهاية الشهر الجاري وذلك بكلفة جملية ناهزت 600 ألف دينار. وتقول مصادر مطلعة إن تهذيب الشوارع والواجهات تعثر بالبناء الفوضوي ومن ثمّة تمسّك أصحاب البناءات الفوضوية بعدم هدم بعض الشرفات أو تعبيد الرصيف قبالة منازلهم لكن الغلبة كانت للمصلحة العامة ولمشروع التهذيب قصد بعث حياة جديدة في تلك الأحياء التي كانت قبل سنوات غارقة في «الزبالة» والطين. وفي مشروع التهذيب أيضا بعث قاعات للرياضات الفردية تبلغ مساحتها 1500 متر مربع بكلفة جملية قدرها 750 ألف دينار انتهت أشغالها في مارس 2009 واحداث ملعب حي مساحته ألف متر مربع بكلفة جملية قدرها 50 ألف دينار انتهت أشغاله في ماي 2009. كما شمل مشروع التهذيب مدّ قنوات لصرف مياه الأمطار ومياه التطهير.. ما تبقى منها مايزال ينتظر الانتهاء من أشغال انجاز محطة التطهير العطّار. وكان السيد منذر الفريجي والي تونس قد أدّى يوم أمس الجمعة زيارة ميدانية الى الجهة المذكورة للاطلاع على سير تقدم أشغال التهذيب بتلك الأحياء.