كشف مسؤولون أمريكيون أن الجيش الأمريكي يستعد لارسال كتيبة من المدرعات القتالية الثقيلة لأول مرة الى أفغانستان منذ بدء الحرب قبل أكثر من تسع سنوات في مؤشر على مزيد من التصعيد في التكتيكات الحربية التي تعتمدها القوات الأمريكية في قتال حركة «طالبان». ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية ان نشر مدرعات ثقيلة من طراز «أم 1 أبرامز» والتي ستستخدمها قوات المارينز في جنوب غرب أفغانستان، سيسمح للقوات البرية باستهداف المتمردين من مسافة أكبر مما هو ممكن من أي آلية عسكرية أخرى. تجهيزات متطورة وأوضح المسؤولون ان هذه المدرعات التي يبلغ وزن الواحدة منها 68 طناً مزوّدة بمحرك نفاث ومجهّزة برشاش من عيار 120 ميلميترا يمكنه تدمير منزل من مسافة ميل. وستستخدم المدرعات في الأساس في أجزاء من إقليم هلمند شمال أفغانستان حيث تخوض قوات «المارينز» قتالاً شديداً ضد خلايا طالبان، وسيتم نشر 16 مدرعة في البداية على أن يتم طلب المزيد حسب الحاجة. وعلى الرغم من ان الضباط الأمريكيين أكدوا ان استخدام هذه المدرعات قد يعتبر مؤشراً على إحباط من قبل بعض الأمريكيين والأفغان، إلاّ أنهم أكدوا أنها ستزود المارينز بأداة جديدة مهمة في العمليات للقضاء على جيوب مقاتلي «طالبان». وأشاروا إلى أنه رغم الاستراتيجية التي تركز على استخدام القوات البرية لحماية المدنيين الأفغان من المتمردين، إلاّ أن الإحصاءات التي أصدرتها قيادة حلف شمال الأطلسي «الناتو» في كابول ومقابلات مع العديد من القياديين تشير إلى أن عمليات القوات الأمريكية في الشهرين الماضيين كانت أكثر كثافة وشدة من أي فترة سابقة منذ اندلاع الحرب عام 2001. وتسارعت وتيرة العمليات الخاصة لملاحقة وقتل عناصر «طالبان» ثلاث مرات في الأشهر الثلاثة الماضية، وأطلقت القوات الدولية المزيد من القنابل والصواريخ «أكثر من ألف» في أكتوبر الماضي وأكثر من أي شهر آخر منذ عام 2001. وقال المسؤولون انه في الأحياء المحيطة بمدينة قندهار دمر الجنود الأمريكيون عشرات المنازل المشبوهة مستخدمين عدداً قياسياً من المواد الشديدة الانفجار. بايدن يدافع في الأثناء دافع نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن قرار زيادة عديد القوات في أفغانستان بعد 8 سنوات على ما أسماه إهمالاً وقال ان الولاياتالمتحدة قد تضطر الى ترك الأفغان يتولون مسؤولياتهم بأنفسهم سواء أكانوا على استعداد لذلك أم لا. واعتبر بايدن في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الأمريكية ضمن برنامج «مباشر مع لاري كينغ» انه يجب أن نقول لهم (الأفغان) ان والدكم سيبدأ بإزالة عجلات التدريب الصغيرة في جويلية المقبل، لذا عليكم التدرّب على قيادة الدراجة،في اشارة الى تولي الافغان شؤونهم بأنفسهم. وأشار بايدن إلى ان الرئيس الأمريكي باراك أوباما كلفه بعد وقت قصير على وصوله إلى سدة الرئاسة بمهمة إعادة النظر في النزاع الأفغاني، مضيفاً انه منذ ذلك الحين حققنا تقدماً واضحاً ضد تنظيم القاعدة»، حسب قوله. ورأى ان القوات والمسؤولين الأمريكيين ساعدوا حكومة الرئيس الأفغاني حامد قرضاي كثيراً، وعملوا مع الأفغان لتعزيز الأمن والأداء المؤسساتي. لكن نائب الرئيس الأمريكي أوضح ان هذه المساعدة، بما في ذلك التواجد العسكري، لا يمكن أن تستمر إلى الأبد، مشيراً إلى ان الولاياتالمتحدة التي ستبدأ رسمياً الانسحاب العسكري من أفغانستان الصيف المقبل، تتطلع إلى إتمام هذه الخطوة بحلول 2014.