حاول وزير داخلية ولاية برلين الالمانية التنصّل من تصريحاته التي طالب فيها المواطنين الالمان بالابلاغ عن الاشخاص الذين لهم مظهر غريب ويتحدّثون العربية، في وقت بدت السلطات الالمانية على قناعة بأن مخاطر الارهاب في البلاد صارت أقوى من أي وقت مضى وأن هناك مخططات تهدد القطارات والمطارات. وأعرب الوزير ارهارت كورتينغ عن أسفه لهذه التصريحات زاعما أنه كان يقصد بها التنبيه الى ضرورة الابلاغ عن أدلة قوية مثل وجود أسلحة أو حقائب مشتبه فيها. تضييقات وكان الوزير الألماني صرّح الاربعاء الماضي حرفيا بالقول «يتعين علينا إبلاغ السلطات إذا شاهدنا انتقال ثلاثة أشخاص الى جوار بعضهم البعض شكلهم غريب ويحاولون الابتعاد عن الأنظار أو ما شابهه ويتحدثون اللغة العربية أو لغة أخرى لا نفهمها». وأوضح كورتينغ في تصريحات أدلى بها أمس لصحيفة «برلينرمورغن بوست» أن «الأمر ينطبق أيضا على المسلمين في العاصمة، فعلى من يستمع في مسجد لحوار مشتبه فيه ابلاغ السلطات على الفور» على حد تعبيره. وأعلنت ألمانيا البدء في رفع مستوى حالة الانذار والأمن بعد تلقّيها معلومات مؤكدة حول احتمال تعرّضها لهجوم في أواخر شهر نوفمبر الجاري، وفقا لما ذكره وزير الداخلية الالماني. وقال الوزير توماس دي ميزيير إن هناك دليلا ملموسا وراسخا حول احتمال تعرّض بلاده لهجوم «إرهابي» بنهاية الشهر الجاري. وأوضح الوزير أن هناك سببا للقلق، ولكن لا يوجد أي سبب للفزع، مشيرا الى أن المعلومات مصدرها أجهزة استخبارات ألمانية وخارجية. وأضاف الوزير أنه تم رفع مستوى الانذار الى المستوى الذي كانت عليه البلاد إبّان الانتخابات الفيدرالية في سبتمبر 2009. تحذيرات من جانبه، قال رئيس الشرطة الاتحادية الألمانية ماتياس زيغر أمس إن مخاطر الارهاب في بلاده صارت الآن أكبر من أي وقت مضى. وصرّح زيغر قوله لصحيفة «بيلد» الألمانية بأن «كل السلطات الأمنية متفقة في تقدير الموقف بهذا الشكل»، مشيرا إلى وجود أدلة مباشرة حول التخطيط لشن هجمات من قبل مسلحين خلال الأسابيع المقبلة. وأوضح زيغر أن محطات القطارات والمطارات هي الأكثر عرضة للمخاطر كما لم يستبعد مخططا إرهابيا مثل الذي حدث في مومباي عام 2008 حيث اقتحم مسلحون محطة للقطارات في مومباي وفندقين وأطلقوا النيران بشكل عشوائي. وقال زيغر إن تكتيك تنظيم القاعدة في الأعوام الماضية يوضح أنهم يسعون في عملياتهم الى قتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص. وأضاف أن «ألمانيا تأتي في الوقت الحالي عند رقم 9 على مؤشر المخاطر الذي يحتوي على أرقام من 1 (لا يوجد مخاطر) إلى 10 ( خطورة واضحة)». ونفى المسؤول الألماني ان تكون هذه التحذيرات تهدف الى نشر الفزع بين المواطنين ، مؤكدا أن الشرطة الاتحادية مستعدة بشكل جيد وأن عناصر منها شاركت في تدريبات متخصصة خلال الأعوام الماضية تم فيها التدريب على كيفية التصدي للهجمات.