يستعد قصر المعارض بالكرم لاحتضان الدورة الرابعة والعشرين من المعرض الدولي للإعلامية والمكتبية بتونس من يوم 23 إلى 27 نوفمبر حيث يتوقع أن يصل عدد الزوار في هذه الدورة إلى 200 ألف شخص أغلبهم من الطلبة. وتفيد المعلومات الأولية أن الشركة العامة للمعارض التي تنظم هذا المعرض تتوقع ارتفاعا في عدد الزوار مقارنة بالدورة الفارطة التي شهدت ما لا يقل عن 150 ألف زائر، لذلك تمت توسعة مساحة العرض من سبعة آلاف متر في العام الفارط إلى عشرة آلاف متر مربع. ومن المعروف أن معرض الإعلامية والمكتبية كان ينتظم سنويا في معرض الشرقية، لكن الأعوام الأخيرة شهدت اكتظاظا رهيبا في كل دورة مما أدى إلى انتشار مظاهر الفوضى وتضايق العارضين والزوار، لذلك تم تحويله إلى قصر المعارض بالكرم منذ دورة 2008 التي شهدت نجاحا متميزا. هذا وتساهم الدولة عبر وزارة التكنولوجيا والاتصال والجامعة التونسية لتكنولوجيات الاتصال في المعرض الذي سيشهد في هذه الدورة تخصيص مساحة تقارب 5000 متر مربع للمهنيين، بالإضافة إلى تنظيم ندوات وورشات عمل متخصصة وتنظيم لقاءات بين المهنيين من تونس وخارجها لبحث سبل الشراكة. تطور وتعزو عدة مصادر من الجامعة التونسية لتكنولوجيات الاتصال هذا التطور في الاهتمام بمعرض الإعلامية إلى الجهود الحكومية في نشر الإعلامية خصوصا في التعليم الجامعي والثانوي بالإضافة إلى التشجيع على بعث المؤسسات المختصة في التقنيات الحديثة أو التي تستعملها في نشاطها وبعث الفضاءات متعددة الاختصاصات الموزعة على المدن الكبرى، حيث تنشط مئات المؤسسات التونسية. وفي نفس الإطار أيضا، ينتظر أن يصل النمو السنوي لقطاع التقنيات الحديثة في تونس إلى نسبة 17 بالمائة وأن يساهم في الناتج المحلي بنسبة 13.5 بالمائة في 2011. أما على مستوى الأشخاص فقد شهد استعمال الحاسوب في تونس تطورا مذهلا وارتفعت نسبة الأسر التي تمتلك حاسوبا من 4.05 بالمائة عام 2002 إلى 15.7 بالمائة حاليا، كما يشهد الحاسوب الشخصي المحمول انتشارا مذهلا بين الطلبة الذين أصبحوا يعتمدونه في دراساتهم. وعلى المستوى الرسمي، أصبحت الدولة شريكا في المعرض. هواتف على مستوى العارضين، لم تصدر بعد معلومات رسمية نهائية عن عددهم، غير أن معلومات أولية لدى عدد هام من مستوردي الحواسيب ومكملاتها تؤكد أن هذه الدورة سوف تشهد عرض نماذج كثيرة من الألواح الحاسوبية (حاسوب محمول في حجم كتاب يتكون من شاشة حساسة للمس فقط) مع تخفيض ملحوظ في أسعارها التي كانت ولا تزال فوق المعدل بكثير لحاسوب محمول مماثل. وقد كان معرض برلين للإعلامية في بداية شهر سبتمبر مناسبة لطرح العديد من هذه الألواح الحاسوبية حيث اشتد الصراع بين آبل ماكنتوش صانعة «أي باد» وسامسونغ التي أطلقت حديثا جهازا منافسا له «غلاكسي»، مع العلم أن كلا الجهازين يجمعان بين مزايا الحاسوب والهاتف الجوال من الجيل الثالث. أما في الحواسيب المكتبية، فسيشتد التنافس على طرح أحدث معالجات بنتيوم و«أ-أم-دي» مع أقراص صلبة حديثة ذات «تيرا جيغا» أي ألف ميغا. غير أن الحدث الأبرز سوف يكون على مستوى طرح أحد الهواتف النقالة من الجيل الثالث التي تجمع بين مميزات الهاتف وآلة التصوير والحاسوب الشخصي. وفي هذا الصدد، نذكر أن العديد من المؤسسات التونسية الناشئة نجحت في تطوير برمجيات تونسية محلية لأنظمة هاتف شهيرة بما يبشر بانتشار هذه التقنية التي تمثل أحد أهم وجوه الاستثمار في التقنيات المستقبلية حيث سيصبح الهاتف من ضروريات الحياة لدفع المال وفتح الأبواب والثقافة والمعرفة. ونظرا للتنافس الشديد بين كبار العلامات سوف يشهد المعرض تخفيضات في الأسعار، كما أن مزودي الهاتف الجوال في تونس سيساهمون في المعرض، ذلك أن الهاتف الجوال الذي بلغ في تونس نسبة 107 بالمائة من السكان قد تجاوز مرحلة تسويق بطاقة السيم ليدخل مرحلة تسويق الخدمات المتكاملة وتقديم عروض جديدة تقوم على توفير الهواتف الحديثة ضمن عقود استغلال مغرية.