لو عدنا الى تاريخ المواجهات بين الترجي والافريقي لوجدنا أن عديد اللقاءات حسمها لاعبون مغمورون أو على الأقل لم يكن من المنتظر أن يحددوا مصير اللقاء ولكن في لقاء الأمس انتظر جمهور الافريقي أن يكون الذوادي وراء نجاح فريقه كعادته طوال السنوات القليلة الماضية وكان له ذلك فعلا اذ كان نجم اللقاء دون منازع ورغم ان مدرب الترجي فعل كل شيء من أجل منع الذوادي من الاقتراب من مناطق الترجي مثل التعويل على مدافع صلب (الباشطبجي) على الجهة اليمنى وهو مدافع يعرف الذوادي وخصاله وطرق تسربه فان جناح الافريقي نجح بامتياز. فنيا كان المحللون يطلقون على الانقليزي كريس ودل اسم المراوغ المجنون ويمكن القول إن الذوادي كان كذلك في لقاء الأمس ولولا اطناب بعض زملائه في الاستعراض لقدم الذوادي مقابلة مثالية ونال العلامة الكاملة. الذوادي نجح في كل المراوغات ونجح في اصلاح بعض نقاط ضعفه مثل التوجه الى الخارج (الى التماس) وعوضه بالتوجه الى الداخل لكي يجد نفسه قبالة الحارس. كما نجح في التوزيع من الكرات المتحركة وهذا لا يتقنه الا الاقلية من لاعبي تونس. بدنيا بدنيا كان الذوادي بمثابة الجناح الطائر وتجاوز كل منافسيه وأنهى اللقاء أفضل مما بدأه وعرف كيف يرهق منافسه المباشر بطلب الكرة في الظهر وفي العمق ورغم ان الذوادي وجد نفسه في أحيان كثيرة محاصرا بالعضلات والقامات الطويلة (الباشطبجي والهيشري) الا أنه تفوق بفضل قوة التوغل. تكتيكيا تكتيكيا تحسن الذوادي كثيرا بالمقارنة مع السنوات الماضية لكنه مازال في حاجة الى التحسن على مستوى انهاء الهجمة وقوة الذوادي التكتيكية أصبحت واضحة خاصة عندما يجد خلفه مدافعا أيسر يحسن التمرير في الوقت والمكان المناسبين. ذهنيا هذه نقطة قوة هامة بالنسبة الى هذا اللاعب لأنه قادر على التفوق على المنافس بكل يسر بل كثيرا ما ساهم في اقصاء المنافس المباشر او حصوله على الانذارات مما يجعله ينهي اللقاء بارتباك واضح.