تتميز مباريات الدربي في الغالب بتقارب المستوى الفني والتكتيكي لذلك يعوّل الممرنان على تفوق هذا اللاعب أو ذاك في المواجهات الثنائية. في هذا السياق رصدنا لقاءات داخل اللقاء. قوته الفنية والذهنية أهلته ليكون نجم اللقاء إنرامو وخشاش جسّما تعادل الفريقين تمكّن انرامو من تجاوز خشاش في مناسبتين الا أنه سدد بعيدا عن المرمى في المقابل تمكّن مدافع الافريقي من الحد من خطورة هداف الترجي في مناسبات عديدة بالتعويل إما على المحاصرة اللصيقة حتى قرب حافة التماس أو قراءة اللعب بقطع الكرة قبل وصولها خاصة في نهاية المباراة مما جعل الاحتكاك يتقلّص قياسا الى الشوط الاول الذي أفرز مخالفات عديدة من هذا الجانب أو ذاك. الذوادي يعبث بالباشطبجي يتميز الباشطبجي بروح قتالية فضلا عن معرفته الدقيقة لتحركات الذوادي لذلك عوّل عليه البنزرتي في محاصرة مهاجم الافريقي. هذه المحاصرة لم تحد من تفوقّ الذوادي الذي أرغم زميله السابق على ارتكاب أخطاء ادارية كلّفته ورقة صفراء وفنية مكّنت الذوادي من تسجيل هدف التعادل وتهديد مرمى الترجي في مناسبات عديدة فضلا عن التوزيعات في اتجاه المويهبي والعواضي. الدراجي تفوّق فنيا وألكسيس تميّز بدنيا تمكّن الدراجي من تجاوز ألكسيس في أكثر من مناسبة وإرغامه على ارتكاب الخطإ خاصة في الشوط الاول الا أن الانذار الاول الذي ناله ألكسيس جعله يتجنب الاحتكاك بفضل اعتماده على تعطيل منافسه (freinage) والتحول الى التغطية على وسام بن يحيى والعواضي، وهو ما جنبه الورقة الحمراء. الهيشري يحرم المويهبي من الكرة اعتمد النادي الافريقي خاصة في الشوط الاول على التوزيعات الطويلة في اتجاه المويهبي الذي فرض عليه الهيشري محاصرة مكنته من افتكاك كل الكرات تقريبا هذا التفوق في المواجهة الثنائية لا يرجع فقط الى مهارة الهيشري في الكرات العالية بقدر ما يعود الى التوزيعات غير المدروسة الصادرة عن دفاع الافريقي ولاعبي الوسط. تأكّد هذا عند دخول العكروت وعودة المويهبي الى الرواق الأيمن إذ تمكن من المراوغة والتمرير والتوزيع، وهو ما يدفع مراد محجوب الى مراجعة حساباته لأن نجاح المويهبي ضد الرجاء قد يرجع الى عنصر المفاجأة لا الى كونه قد وضع الرجل المناسب في المكان المناسب كما يدعي بعض المتابعين. المساكني والعواضي كلاهما حاسم ساهم المساكني في إحراز الترجي هدفه الأول إثر تمريرة دقيقة في اتجاه صابر خليفة الذي أرغم السويسي على ارتكاب خطإ أعلن إثره الجوادي عن ضربة جزاء. وقد كان العواضي حاسما مثل منافسه من خلال اندفاعه الى الهجوم مما جعله دائم التمركز وراء مهاجمي الافريقي فتمكن من استغلال كرة مرتدة أسكنها الشباك بتصويبة قوية ومؤطرة. مهارة بن يحيى الفنية وعادات القربي تخلّي الترجي عن أسلوبه التكتيكي المعهود لم يفاجئ الاطار الفني للافريقي فقط إنما فاجأ كذلك بن يحيى الذي ظلّ تائها في بداية المباراة، إلا أن تسديدته في الدقيقة العشرين التي تصدّى لها حارس الترجي وتعويضه الذوادي في تنفيذ الكرات الثابتة أعاد إليه التركيز فأمدّ الذوادي بتمريرات حاسمة إلا أن متوسط ميدان الافريقي لم يدرك ذروة العطاء. في المقابل عوّل القربي على دهائه سواء بإرغام المنافس على ارتكاب الأخطاء أو في دفع لاعبي الوسط على لعب الكرات الطويلة أو العرضية.. ما يحسب لهذا اللاعب أن تراجعه البدني لم يدفعه الى ارتكاب أخطاء كما أنه تمكّن من تعطيل اللعب بالكرة أو بغيرها للحدّ من هيجان الافريقي وقد تفطّن الحكم في مناسبة واحدة الى هذا الاختيار الذي جنح إليه القربي فأنذره إثر إمساكه بن يحيى ثم التجائه الى التمويه.