يصدر قريبا عن برنامج الأممالمتحدة الانمائي دليل تدريبي للقادة الدينيين حول مرض السيدا وفقا لما ذكرته مصادر مطلعة ل«الشروق». وأوضحت ذات المصادر أن الدليل سيتضمن تفاصيل تتعلق بكيفية الاصابة بالفيروس والوقاية منها والتعايش معها وكذلك كيفية الاحاطة بحامل الفيروس والتحسيس بأهمية التواصل معه وعدم اقصائه واتهامه. ولدى اشرافه على افتتاح اليوم الدراسي الذي نظمه البرنامج بالتعاون مع وزارة الشؤون الدينية يوم أمس بالعاصمة حول «ادماج المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري: واجب ديني وضرورة اجتماعية». قال السيد محمد بلحسين المنسق المقيم لمنظومة الأممالمتحدةبتونس إن «الشراكة ضرورية لمجابهة الوباء إذ المقاربة الصحيّة وحدها لا تكفي للحدّ من انتشاره لذا وجب اشراك وتنمية قدرات كل الأطراف المتدخلة من هؤلاء أيمّة المساجد». من جهته حثّ السيد بوبكر الأخزوري وزير الشؤون الدينيّة الأيمّة المشاركين في اليوم الدراسي على أداء دورهم في مساندة المجهود العلمي للارشاد والتوجيه للتعايش معه والتواصل مع المصاب. كما قال المنسق المقيم لمنظومة الأممالمتحدة ان منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا شهدت منذ عامين زيادة في عدد حاملي الفيروس ب35 ألف شخص ممّا رفّع العدد الجملي الى 310 آلاف شخص.. حوالي 20 ألف شخص منهم توفوا في نفس الفترة.. مشيرا الى أنها تعدّ المنطقة الأنشط في العالم من حيث تزايد عدد الاصابات. وعن تونس قال السيد بلحسين إن الدراسات الحديثة أثبتت رغم الوضع المستقر للوباء أن الاصابة بدأت في الانتشار في بعض المجموعات المعينة من المجتمع. كما أثبتت حسب قوله الحاجة اليوم الى الحفاظ على الحقوق الانسانية ومقاومة التمييز عن قصد أو عن غير قصد ضد حاملي الفيروس. وذكر أن برنامج الأممالمتحدة الانمائي يؤمن بدور القادة الدينيين كمتدخلين فاعلين لهم دور مهم في مقاومة الوباء وفي تحسيس وتثقيف الشباب والمجتمع حول الطرق الصحيحة للوقاية ومقاومة التمييز. وتولى الدكتور فاروق بن منصور الاخصائي في الصحة الانجابية والأمراض المنقولة جنسيا والدكتورة منجية السوايحي النفزي ممثلة عن وزارة الشؤون الدينية تقديم محاضرتين حول التعايش مع السيدا من وجهة نظر علمية وأخرى دينية. واستعرض الدكتور بن منصور معلومات علمية حول كيفية الاصابة والعلاج الدوائي والحمية الغذائية الخاصة بالمتعايش معها وسبل الوقاية من الاصابة قائلا للأيّمة الحاضرين إن «نصحكم قواعد ثابتة فانقلوا لهم هذه المعلومات». من جهتها قالت الدكتورة منجية إنّ المصاب يُتهم في الغالب بالزنا وبالتالي يتم اقصاؤه وتهميشه رغم أنّ المريض في الاسلام وجبت زيارته وإعانته والأخذ بيده وعدم اقصائه. مؤكدة أن الوازع الديني يظلّ الأقوى ومن هنا يتأتى الدور المهم للأيّمة في المساجد لتوعية أفراد المجتمع وخاصة الشباب الذين هم عرضة للاصابة بالفيروس.