«زهايمر» هو عنوان الفيلم الجديد للنجم الكوميدي العربي عادل إمام الذي رغم تقدمه في السن، وظهور أسماء وأشكال كوميدية جديدة مواكبة للعصر، مازال مصرّا على أداء الادوار الكوميدية التي عرف بها في أوج شهرته وعطائه. وفي ظل غياب الافلام المصرية الجديدة، وحتى الاجنبية، في قاعاتنا السينمائية التي مافتئت تختفي بدورها من البلاد، كان لابد من البحث عن هذا الفيلم لدى قراصنة الفيديو عندنا، والذين ملؤوا علينا، على الأقل، فراغ وانقراض هذه القاعات، فلم نعثر سوى على نسخة رديئة من الفيلم، ولكنها تؤدي الواجب كما يقال. «الزهيمر» وفي «زهايمر» أو «الزهيمر»، وهو فيلم من إخراج عمرو عرفة وسيناريو نادر صلاح الدين يواصل عادل إمام تقديم «نكاته» و«إيتيكاته» المستهلكة من خلال سيناريو تبدو فكرته جيدة في الظاهر، ولكن طرحه وأداءه من قبل الممثلين، وخصوصا عادل إمام، مناقضين أو غير متناغمين مع جنس كوميديا الفيلم، إذ تدور أحداث الفيلم حول أب ثري يصاب بمرض «الزهيمر» أو «فقدان الذاكرة»، فيحاول ابناه السطو على ممتلكاته بحجة المرض والعجز، ولكن هذا الاخير يتفطن الى «نصبهما» فيقرر معاقبة ابنيه وكل المتورطين معهما في العملية. وينتهي الفيلم بعفو الأب على الابنين ومحاولته تعويض عقوقهما باحتضان الحفيدة البريئة، واستقدامها للعيش معه في مزرعته. كوميديا سوداء وبقدر ما تبدو كوميديا الفيلم سوداوية من جنس الكوميديا السوداء لم يتوقف عادل إمام عن تقديم نفس «النكات» و«الإيتيكات» التي عرفه بها الجمهور في أفلامه الكوميدية القديمة، وكأن الزمن لم يتغيّر والجمهور ظل هو ذاته، جمهور السبعينات والثمانينات، إضافة الى أن حكاية الفيلم مأساوية تتناول موضوع مرضى «الزهيمر» من المسنين ومعاناتهم، وخصوصا في ظل عقوق الابناء وعدم العناية بهم في مثل هذه الظروف والحالات النفسانية. فبدا مريض «الزهيمر» لدى عادل إمام، فريسة للنصب والتحيّل، وليس حالة اجتماعية تستوجب الدرس والعناية وربما كان سعيد صالح في الفيلم، الشخصية الاقرب الى مرض «الزهيمر» ومعاناته في حالة غياب العائلة، والزج بمثل هذه الحالات إما في مصحات المجانين أو بيوت المسنين. عادل إمام يفقد الذاكرة الواضح أن عادل إمام لم يفقد الذاكرة في الفيلم، وإنما في الواقع حتى أنه لم يدرك أن الزمن قد تغيّر وأن ما كان يضحك بالامس، لم يعد يضحك جمهور اليوم، فرش أبنائه بخرطوم الماء في حديقة المنزل، مشهد لم يعد يضحك الناس، ودفع صندوق ماسح الاحذية بساقيه، مشهد مؤلم أكثر منه مضحك... «نكات» و«إيتيكات» لا تليق في الحقيقة بعادل إمام وهو في هذا السن. لماذا يظل الممثلون الغربيون، كبارا الى آخر العمر، بل هم يكبرون قيمة وفنّا كلما تقدم بهم السن... ودليل ذلك آل باتشينو وروبير دي نيرو، وحتى سيلفستر ستالوني وجون ترافولتا اللذين بدآ بأدوار ساذجة ولما تقدما في السن، كبرت قيمتهما الفنية لا لشيء سوى لكونهما طلّقا أدوارهما السابقة، وصنعا لأنفسهما صورة مختلفة تليق بمن في سنّهما وفي نضجهما.