اعتبر رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أن ايران معنية بتوفير الاستقرار في لبنان وأن من الضروري التعاون معها، مؤكدا أنه لم يتهم «حزب الله» باغتيال والده رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري معترفا بوجود انقسامات بين اللبنانيين بشأن قضية الاغتيال وقضايا أخرى. ووصل الحريري أمس الى طهران في زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام حيث يلتقي بكبار المسؤولين الايرانيين وعلى رأسهم الرئيس محمود أحمدي نجاد والمرشد الاعلى علي خامنئي. وقال الحريري في مقابلة مع وكالة الابناء الايرانية ان «دور الجمهورية الايرانية في المنطقة هو دور طبيعي ينطلق من الوزن التاريخي والسياسي والاقتصادي لدولة بهذا الحجم وبهذه العراقة الحضارية في الجوار العربي». وقال مصدر وزاري لبناني ان هذه الزيارة مهمة بسبب توقيتها فيما يشهد لبنان أزمة كبيرة جراء القرار الاتهامي المرتقب صدوره من المحكمة الدولية». وأضاف المصدر «سيحاول الايرانيون تقريب وجهات النظر بين «حزب الله» وسعد الحريري لافتا الى أنه في المقابل سيدعم سعد الحريري تطوير القدرات النووية لايران لأغراض مدنية وسلمية». وردا على سؤال بشأن التسريبات حول مضمون القرار الاتهامي قال الحريري «نحن قلنا بوضوح انها لا تخدم العدالة، والاهم من كل ذلك أن لبنان يواجه الكثير من المخاطر وعلينا جميعا أن نضع الوحدة الوطنية والاستقرار كأمر لا يجوز لأحد أن يخل به مهما كانت الأسباب أو الظروف». وأضاف أنه في كل الاحوال نحن لم نتهم «حزب الله» في الأساس لكي يكون هذا السؤال قائما». وعن المحكمة الدولية الخاصة باغتيال والده أكد الحريري أنه يسعى من أجل تحقيق العدالة وقال انه «ليس ثمة من يعيد والدي الى الحياة مرة أخرى وأنا أسعى الى وضع حد لافلات البعض من العقاب والمسؤولية عما يرتكبونه». اعترافات وأقر الحريري بوجود انقسام في لبنان قائلا أعتقد أنه اذا كان لدينا حالة هدوء وبعض من النضج السياسي وجلسنا للحديث والحوار حول مصالح البلاد سيكون هناك الكثير من القضايا التي نتشارك فيها نفس الرؤية». ورأى الحريري أن مشاكل لبنان تأتي من الخارج وبشكل أساسي عندما نتحدث بناء على أسس طائفية هذه هي المشكلة التي لدينا اليوم لو كان هناك سلام لما وصلنا الى هذه النقطة». وعن الضغوط التي يتعرض لها قال رئيس الوزراء اللبناني «لا أشعر بأنني تحت أي ضغط لكن هذه فترة مليئة بالتحديات وهي فترة صعبة وما أحاول التركيز عليه هو الحفاظ على هذا البلد والحفاظ على وحدة اللبنانيين سيكون مهمة صعبة للغاية ولكن يتعين علي أن أكون قادرا على الاحتواء وأن أكون مثل الاسفنجة أن أستوعب كل ما يحدث اليوم». وردا على سؤال حول سبب تغيير موقفه من تورط سوريا في اغتيال والده قال الحريري انه في عام 2005 كان هناك الكثير من التوتر والاتهامات التي ألقيت يمينا ويسارا ووسطا ليس من جانبنا فقط بل من كل الأطراف وأعتقد أن اتخاذ خطوة شجاعة والتحرك الى الأمام واصلاح العلاقات مع بلد مثل سوريا أمر مهم».