هات ما عندك لا تتردّد، كثيرا حاولت الامتناع.. وها أنا هنا لا أملك لغة أخرى سوى الانصياع.. معك أذهب بعيدا الى حيث لا مكان لي، فجأة أكتشف أنك معي، تمارس لغة المكر والخداع. إن في القلب جروحا لم تندمل، وليس في وسعها أن تحتمل، هذا الصمت قاتل، والليل يمضي دونما حديث، الليل شجن الروح وحديث الفراغ. هات ما عندك فالعمر يلهث، وأحلامنا تتصدّع، كثير من الآلام في الروح تتنازع والوجه نار ألقيت في حبّ قلب والغناء سافر يمضي بنا نحو العذاب، هكذا الحبّ بغتة ينهال دونما موعد، ليربك الأشياء في دواخلنا، فامنحه قبسا من ضياء. هات صوتك.. لملم بعثرة نفسي، اسمعني همس الهوى، ولغة البوح الشجيّ، ما عدت احتمل الغياب.. والقلب ما عاد يطيق. وحدي هنا بين بياض الورق الراعب، ورعونة الحبر الأسود أنسج كلمات متعبة، وأطرّزها حروفا لولعها خرّت باكية.. كيف لا، والوحدة وحشة تقتل الحياة في الروح الصّاخبة، فهات ما عندك.. لا طاقة لي على الانتظار. هات ما عندك نبضا.. ألقا.. سحرا.. حبّا.. كل ما لديك يستهوي جنوني، وتطرب له أشواقي الولهى، يا هذا من قال إن الشوق يخبو، إنه بفعل الغياب يتأجّج. عانق حمر الروح، واعبث بسحر الأرق، واسكن هذا الليل عاشقا أضناه الوجد، واجتاحه الولع، هات ما في قلبك، واسكب جمر الوجد في لهفة الانتظار. ليلى الكسراوي (مرسى نسيم المرسى)