عندما تفوز دولة عربية بتنظيم كأس العالم وتتأهل على حساب ما يسمّى دولا عظمى على غرار اليابان وكوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة وبكل تفوّق، فإنّ ذلك يترجم حقيقة واحدة تؤكد أن هذه الدولة العربية أقنعت العالم كله بأنها المتفوقة على كل الواجهات والمستويات وأنها الأقدر على احتضان دورة سنة 2022. اليوم.. أول الغيث قطر.. فبعد جنوب افريقيا السمراء التي فازت بشرف احتضان دورة 2010 جاء دور العرب وتفوقت قطر على كل المنافسين المنحازين وغيرهم لتؤكد أن الشرف شمل كل العرب من المحيط الى الخليج دون صخب ولا ضجيج وما عليهم إلا الاعداد والاستعداد لانتهاز الفرصة والانقضاض عليها منذ الآن لترسيخ الاطمئنان وتأكيد الجدارة القطرية على التميز وبكل جدية باعتبار أن تنظيم كأس العالم ومنذ الدورة الأولى سنة 1930 لم يتم التفكير في العرب بالمرة ولم تتم مساندة أي مشروع، لذلك على الرغم من أن المغرب حرصت على اقناع العالم بأنها جديرة بذلك في فترة سابقة قبل دخول تونس وليبيا ومصر في المسابقة والمنافسة التمهيدية دون أن تجد كلها أي صدى لما تقدمت به بسبب إلغاء الآخر لنا كعرب واعتقاده أننا مازلنا عند نقطة الصفر وأن مجرد تفكيرنا في تنظيم المونديال يعدّ حرثا في البحر ومغامرة يائسة منا.. وربما أيضا عملية انتحارية لا نعرف عواقبها ولا ندرك عجزنا ولا حتى حجمنا الصغير لمجرد التفكير فيها.. هكذا كانوا ينظرون إلينا.. وهكذا أكدت قطر أنهم مخطئون وأنهم يجهلون حقيقة ما وصلنا إليه وربما كانوا يعتقدون أننا عربة خامسة أو أخيرة تجرّها قاطرة «العالم المتقدم» الذي يمتص ثرواتنا ويجني خيرات أراضينا ومقابل ذلك يوفر لنا ما نقتاته و«بفضلهم» فقط نعيش ونتنفس. واليوم وقد أثبتت قطر العربية أنها الأجدر عالميا باحتضان مونديال 2022 وأكدت في كل أصقاع المعمورة أنها الأقدر على تنظيم أكبر تظاهرة كروية ورياضية عملاقة في العالم بعد توفيرها ما لا تستطيع توفيره الولاياتالمتحدة ولا اليابان ولا كوريا الجنوبية. فلنفتخر كعرب.. فأول الغيث قطر.