ورد إذا ورد البحيرة شاربا ورد الفرات زئيرُه والنيل والأسد الذي يتحدث عنه المتنبي هو بالتأكيد أسد آدمي يسمع زئيره في كل أنحاء الوطن العربي تقريبا بما أنه يصل الى الفرات والنيل في آن وزئير المنتخب العراقي هذه الأيام يصل إلى كل أنحاء العالم ويمكن القول أن زئير هذا المنتخب الشاب يصل إلى أمريكا وانقلترا في آن ليؤكد أن الإرادة العراقية لا تقهر وأنه لو تعلقت همة لاعبي العراق بالذهب لنالوه رغم القهر والموت والابادة التي يتعرضون لها. المنتخب العراقي تأهل عن مجموعة صعبة في التصفيات وعلى حساب منتخبات ترى نفسها رائدة في هذه الرياضة وتخصص للاعبيها الأموال الطائلة وتنظم المعسكرات والتربصات طويلة المدى وتعول على مدربين عالميين يستنزفون العملة الصعبة. أما في النهائيات فتهاطلت عليه شهائد الاستحسان وتعاطف معه الجميع بمن في ذلك المنافسون للمضي قدما نحو الحصول على أول ميدالية عربية في كل الرياضات الجماعية وليؤكد أن العراق رائد العرب. وحامل آمالهم ومضمد جراحهم وهو الجريح المتألم منذ سنوات. المنتخب العراقي يواجه منتخب الباراغواي القوي وصاحب الخبرة الطويلة ودفاعه متكون من مدافعي المنتخب الأول وأحد مدافعيه كان حاضرا في أولمبياد 92 ببرشلونة أي منذ 12 سنة كاملة. والمنتخب العراقي تراجع مردوده نسبيا بالمقارنة مع بداية الدورة وهذا منطقي بسبب قلة التحضيرات وعدم اجراء المقابلات على امتداد سنوات بالنسبة الى بعض اللاعبين ولكن يبقى للعزيمة مفعول سري. **صراع العمالقة بين الأرجنتين وايطاليا صراع العمالقة ومقابلة تقليدية لا تقل عن مواجهات المنتخبين في المونديال بما أن ظروف المقابلة هي نفسها فالمنتخب الايطالي يعول على قوة لاعبيه البدنية وعلى المهارة التكتيكية وهذه خصال اللاعب الايطالي مهما كان صغيرا وكأنه يتعلم هذه الأشياء في المهد أما اللاعب الارجنتيني «الفنان» فيعول على المهارات والفرجة والسرعة وكل ما تكون به كرة القدم الرياضة الشعبية الأولى في العالم. الموعد بين ايطاليا والأرجنتين سيكون موعدا استثنائيا بكل تأكيد خاصة أن المنتخب الايطالي من الصعب أن ينسحب لأن الملاحظين يقولون دائما «ايطاليا في النهائي في أسوإ الأحوال» وكان في كل مرة قريبا من الانسحاب لكنه يتشبث بالأمل ويتأهل أما مدرب منتخب الأرجنتين فقال «فريقي هجومي بالدرجة الأولى وقد جئنا الى اليونان لنفوز بكل المقابلات وكان أكد على ذلك قبل انطلاقة الدورة وما زال مصرا على ذلك حتى في اللقاءات الشكلية وهو الأفضل بالتأكيد والأجدر بالوصول الى النهائي وبقطع النظر عن المتأهل نتمنى أن يكون الطرف الآخر عراقيا.