إنّ مكاسب الطفولة التونسية عديدة ومتعددة فلا تزال التشجيعات للعناية بالطفولة متواصلة وخاصة منها بعث المؤسسات التربوية سواء كانت حكومية خاصة أو جمعياتية وأن الدولة تشجع الشباب على بعث رياض أطفال وخاصة أصحاب الشهائد العليا وهذا ما يجعل نسبة إدماج الأطفال في المؤسسات التربوية يرتفع من سنة إلى أخرى ففي سنة 2001 كانت نسبة الإدماج 16٪ وقد ارتفعت هذه سنة 2010 إلى 30٪ وهذا ما يعكس مدى أهمية دور هذه المؤسسات وخاصة منها رياض الأطفال التي يفوق عددها 3662 مؤسسة خاصة وهي تمثل النسبة الأكبر بما يفوق 86٪ من المؤسسات التربوية التي تعتني بالطفولة المبكرة والتي تتراوح أعمارهم من 3 إلى 5 سنوات بينما عدد رياض البلدية التابعة لوزارة الداخلية 56 أما رياض الأطفال التابعة للجمعيات فعددها 310. ولكن رغم هذا كله فإن وسائل الإعلام لا تنفكّ تنقد وتهاجم رياض الأطفال الخاصة وهي تبث في برامج تلفزية وإذاعية تظهر من خلالها بعض التجاوزات وتدعم بحجج من بعض الأولياء الذين مروا بظروف لا بعلمها إلا الله فكيف يمكننا أن نعمم هذه الحالات الاستثنائية على باقي الرياض فإن الشاذ يحفظ ولا يقاس عليه إننا نعلم ما هو دور رياض الأطفال الذي يتمثل في تنشئة الطفل على أسس تربوية صحيحة وهذا ما أكدته كاتبة الدولة خلال البرنامج الإذاعي كما أنّها بينت أنهم مراقبون من طرف عدة وزارات خاصة منها وزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين ووزارة الصحة ووزارة التربية. فإن هناك مؤسسات تقوم بدورها الاجتماعي والتربوي في أحسن وجه إضافة إلى أنها تسعى إلى تقديم أحسن الخدمات منذ استقبال الطفل في المؤسسة في الصباح الباكر إلى خروجه منها في المساء وهذا ما يعني أن هناك عددا من الأطفال الذين يمكثون في الروضة أكثر أوقات النهار وإذا علمنا أن الطفل يأوي إلى فراشه على الساعة الثامنة ليلا إذا فوالداه يعتنون به خلال 3 و4 ساعات في اليوم بينما يمكث حوالي 10 ساعات في الروضة إذا فدورها هام وهام جدا فهي تساعد على تنمية حواسه وإيقاظ حسه الوطني والديني وإدماجه داخل المجموعة وتنمية تفكيره المنطقي... هناك أولياء يسعون لإدماج أطفالهم في الرياض لأن لهم ثقة كبيرة في الإطار التربوي وفي مردود أبنائهم خاصة عند ترسيمهم بالمدارس فإنني أتساءل ما هي نسبة الأطفال المتفوقين فيها؟ من أي مؤسسات هم قادمون من رياض خاصة أم كتاتيب أم أقسام تحضيرية؟ الإعلام وما دوره؟ هل برنامج «دائرة الضوء» يثير الحقائق أم يُخفيها؟ هل أن رياض الأطفال كانت بالأمس في قفص الاتهام؟ لماذا لم يتم استدعاء المسؤول الأول عن الرياض الخاصة فهناك هيكل خاص يتمثل في الغرفة الوطنية لرياض الأطفال والمحاضن التابعة لجامعة الخدمات للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية. هناك أطراف متعددة تهتم بالطفولة ولكن من الذي يسهر فعلا على مراقبة هذه المؤسسات؟ لماذا هناك بعض التجاوزات وليس هناك الردع؟ لماذا الطفل التونسي يتلقى تكوينا يتبع عدة هياكل ووزارات؟ لماذا لا تتخذ هذه الهياكل كما ذكرته سابقا وتكوّن لجانا خاصة تتكون من كل الأطراف من وزارة التربية ووزارة الطفولة ووزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الصحة ومندوب حماية الطفولة؟ ولم لا أيضا مختصين في علم النفس يراقبون هذه المؤسسات وخاصة منها الفوضوية حتى لا تقع مثل هذه التجاوزات؟ يجب أن نهتم بمصلحة الطفل وحاجياته قبل التفكير في فتح روضة أطفال. بقلم نجوى الحداد ساسي: رئيسة الغرفة الجهوية لرياض الأطفال الخاصة بولاية نابل