تستعد جمعية الدراسات الأدبية إلى تنظيم ملتقى الشاعر محمد البقلوطي أيام 24و25و26 ديسمبر الجاري في مدينة صفاقس بدعم من المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث بصفاقس ويمثّل هذا الملتقى موعدا سنويا لدراسة الشّعر التونسي من خلال إحياء ذكرى واحد من أجمل وأعمق الأصوات الشعرية التونسية إذ إختطف الموت الشاعر محمد البقلوطي وهو في ريعان الشباب بعد رحلة قصيرة لكنّها كانت مكثّفة في الإنتاج الشعري. هذا الملتقى الذي صدرت أعماله في بعض الكتب يعدّ من أهمّ الملتقيات الشعرية وأكثرها جدّية ولم يكن ليتواصل لولا جهود جمعية الدراسات الأدبية التي تأسّست سنة 1989 وكان البقلوطي من بين مؤسسيها وقد ظلّت الجمعية وفيّة لخطّها في تعميق السؤال الإبداعي والفكري من خلال إستضافة عدد كبير من أبرز الشخصيات الثقافية التونسية والعربية ويكفي أن نذكر البياتي وسعدي يوسف وصلاح فضل وغيرهم. هذه الجمعية الصغيرة في إمكانياتها المالية والكبيرة بمشروعها تحتاج الى دعم أكبر من وزارة الثقافة والمحافظة على التراث ومن بلدية صفاقس ومن المجلس الجهوي لأنّ دعم مندوبية الثقافة لا يكفي من أجل أن تتمكّن الجمعية من تنفيذ مشاريعها الفكرية والثقافية. فأعضاء الجمعية يبذلون جهودا كبيرة من أجل المحافظة على هذا الملتقى ولكن جهود التطوّع كثيرا ما تتراجع بسبب الملل وأحيانا اليأس. تحيّة لهذه الجمعية التي تعمل بإصرار على تنشيط الحياة الثقافية في مدينة صفاقس وعلى إحياء ذكرى شاعر مازال حيّا في الذاكرة فسلاما على روحه.