دعا الجيش الإسلامي في العراق أمس مقاتليه الى استهداف الحكومة العراقية المعيّنة برئاسة نوري المالكي بعد اصدارها مذكّرة توقيف بحقّ الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق الشيخ حارث الضاري وهو القرار الذي أثار موجة احتجاجات وانتقادات واسعة من طرف أوساط عراقية عديدة. في الأثناء تواصلت أعمال العنف في مناطق مختلفة في العراق حيث سقط عشرات القتلى والجرحى معظمهم من المدنيين. وكانت وزارة الداخلية العراقية قد أصدرت مساء الجمعة الماضي مذكّرة اعتقال ضدّ حارث الضاري وذلك قبل أن تتراجع حكومة المالكي وتعلن على لسان المتحدّث باسمها علي الدّباغ أن ما صدر بحّق الأمين العام لهيئة علماء المسلمين هو «مذكّرة تحقيق» في محاولة من جانبها لاحتواء موجة الغضب التي أثارها قرار وزارة الداخلية. * تهديد وفي إطار موجة الغضب هذه طالب الجيش الاسلامي، الذي يعتبر أبرز فصيل مسلّح في العراق بضرب حكومة نوري المالكي بقوّة. وجاء في بيان صادر عن الجيش الاسلامي: «يجب الضغط على الحكومة العراقية بكافة الوسائل المشروعة كي تسحب قرارها وتقدّم اعتذارات رسمية الى هيئة علماء المسلمين وعلى رأسها الشيخ حارث الضاري خصوصا». ودعا الفصيل العراقي «كافة المجاهدين» الى ضرب حكومة المالكي بقوّة وبكافة الوسائل مضيفا «ان هذا القرار الغبي يؤكد أن الجهاد هو الحل الوحيد». وفي سياق متصل قالت حركة الوفاق الوطني العراقي برئاسة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي إن المذكّرة الحكومية ضد الأمين العام لهيئة علماء المسلمين تعقّد الوضع السياسي وتعيق المصالحة الوطنية. وأضافت الحركة في بيان لها أن المذكّرة جاءت استمرارا لنهج التهميش والاقصاء الذي تمارسه الحكومة العراقية ضد الرموز الوطنية والسياسية والاجتماعية والدينية في محاولة لإبعاد الشخصيات الوطنية الفاعلة من الساحة العراقية. ودعت جميع الأطراف السياسية الى اللجوء الى الحوار البنّاء وإيقاف عمليات الثأر والانتقام العشوائي المتبادلة والالتزام بالقانون وعدم إثارة النعرات الطائفية والعرقية والجهوية. * قتلى وجرحى بالجملة ميدانيا قتل 26 عراقيا وأصيب 13 آخرون في أعمال عنف وقعت في مناطق متفرّقة من العراق. ففي محافظة ذي قار، جنوب بغداد قتل طفل اثر انفجار عبوة ناسفة وضعها مجهولون أمام أحد المنازل السكنية في منطقة العمارات بالمحافظة فيما قتل اثنان من سائقي الشاحنات التي تنقل المشتقّات النفطية إثر تعرّض رتل من هذه الشاحنات الى انفجار عبوة ناسفة قرب منطقة «أمرلي» التابعة لقضاء طوز شمالي العراق. وفي حادث آخر قتل خمسة أشخاص وأصيب 10 آخرون على الأقل في انفجار استهدف احدى دوريات الشرطة في الضاحية الشرقية لبغداد. وذكرت الشرطة العراقية أن ضحايا الحادث الذين تضاربت الروايات بشأن حصيلتهم النهائية من المدنيين. كما قتل مدني واحد وأصيب ثلاثة آخرون في انفجار عبوة ناسفة بالقرب من دائرة جوازات (الصالحية) في الجانب الغربي في العاصمة بغداد. وفي تطوّر آخر آخر عثرت الشرطة العراقية منذ صباح أمس على 17 جثة من بينها جثة لضابط في الشرطة برتبة مقدّم كان قد اختطف أمس الأول. وأعلن مصدر في دائرة صحة مدنية كربلاء أمس تسلم 78 جثة مجهولة الهوية من وزارة الصحة في بغداد ليتم دفنها في مقبرة الوادي الجديد التابعة للمدينة، جنوبي بغداد. وفي بغداد استهدفت المقاومة العراقية أمس المنطقة الخضراء بقذائف صاروخية فيما سقطت قذائف أخرى على معسكر لقوات الاحتلال جنوب العاصمة العراقية. وفي غربي «واسط» داهمت قوات مشتركة عراقية وأمريكية عددا من المنازل في الكريمية بحثا عن مطلوبين لقوات الأمن العراقية. وفي عمليات أخرى قتلت قوات الاحتلال الأمريكي 11 عراقيا في أنحاء مختلفة ومنهم تسعة أشخاص في منطقة اليوسفيةجنوبي بغداد. كما اعتقلت قوات الاحتلال خلال هذه العمليات نحو 24 آخرين. وفي مدنية الموصل، شمالي بغداد أصيب أمس سبعة جنود عراقيين بجروح خطيرة في انفجار سيارة مفخّخة. من جهة أخرى ذكر مصدر أمني مساء أمس انه لم يقتل أي من الأمريكيين الاربعة والنمساوي الذين خطفوا أول أمس قرب البصرة مؤكدا أنهم قيد الاحتجاز لدى خاطفيهم.