حذرت حكومة الاحتلال الصهيوني أمس من أنها لن تتجاوب مع أي ضغوط للعودة الى المفاوضات أو لبحث مواضيع جوهرية في النزاع مع الفلسطينيين، إذا تم تقييدها بزمن معين مثلما فعلت الادارة الأمريكية، التي اقترحت أمس أيضا أن يعود الفلسطينيون والاسرائيليون إلى مفاوضات غير مباشرة. ونقلت صحيفة «القدس العربي» اللندنية عن وزير البيئة الإسرائيلي جلعاد اردان الذي يعتبر مقربا من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قوله: «إنه ليس من المنطقي ولا هو في مصلحة إسرائيل التفاوض مع ساعة توقيت في اليد». حسب التوقيت الصهيوني وأضاف: «إن رئيس الوزراء سيواصل العمل من أجل السلام على الا ينطوي ثمنه بالطبع على تهديد لوجود ومستقبل إسرائيل». واستبعد الوزير الصهيوني انسحابا شاملا من الضفة الغربيةوالقدسالشرقيةالمحتلة تحت مزاعم بأن هذه الأراضي يمكن أن تصبح قواعد لاسلاميين متحالفين مع إيران من أجل شن هجمات ضد كيان الاحتلال. وعلى صعيد متصل دفعت التهديدات من قبل وزراء الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس إلى التأكيد أن حديث باراك عن تقسيم القدس يعبر عن وجهة نظره وليس وجهة نظر الحكومة الإسرائيلية. ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن نتنياهو قوله: «إن حديث باراك عن تقسيم القدس يعبر عن رأيه كرئيس لحزب العمل ولا يعكس موقف الحكومة». بدوره قال الوزير عوزي لندو من حزب «إسرائيل بيتنا» ان المفاوضات مع الجانب الفلسطيني يجب ان تركز على اتفاقيات انتقالية. وعلى الجانب الأخر، حذر وزير التجارة والصناعة الإسرائيلى، بنيامين بن اليعازر نتنياهو، من أن وزراء كتلة العمل سينسحبون من الحكومة الإسرائيلية، إذا لم يتم إطلاق العملية السياسية مع الفلسطينيين لتشمل أيضا مختلف القضايا الجوهرية العالقة. وقالت صحيفة «يديعوت أحرانوت» الإسرائيلية، إن بن اليعازر أعرب عن اعتقاده بأن الأسابيع القليلة المقبلة ستكون حاسمة من ناحية الاختيار بين سلوك طريق الحوار حول القضايا الجوهرية، أو مواصلة انتهاج أسلوب المماطلة الذى سيجلب في نهاية المطاف فرض الحلول على إسرائيل، وممارسة ضغوط دولية عليها وعزلها على الساحة الدولية. العودة إلى الصفر وفي هذا الاطار قال عضو الوفد الفلسطينى المفاوض محمد اشتية لوكالة فرانس برس إن «الولاياتالمتحدة اقترحت علينا مجددا مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، وهذا معناه انه ليس لديهم شىء يقدموه». واستبعد اشتية أن تنجح هذه المفاوضات لأن «المفاوضات بشكلها الثنائي يجب إعادة النظر فيها فعلى مدار 19 عاما من المفاوضات كانت العثرات أكثر من الإنجازات، والمسار التفاوضى في تراجع مستمر ولا يتقدم». وأضاف «لا يعقل أن تبقى الولاياتالمتحدة بلا موقف وتترك الأطراف تتفاوض إلى ما لا نهاية، بل مطلوب من واشنطن دور واضح ونريد أن نعرف هل هي وسيط أم حكم أم ميسر للمفاوضات». وتابع: «مطلوب من الإدارة أيضا أن تستخدم وزنها الاقتصادي والسياسي وعلاقاتها مع إسرائيل لانهاء الاحتلال الإسرائيلي، وأن تجبر إسرائيل على أن تعلن أن نهاية المفاوضات إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967». وطالب اشتية بأن تقدم الإدارة الأمريكية «ضمانات» للجانب الفلسطيني.