رجل هادئ الطبع... بشوش... تلقائي في علاقته مع محيطه... يتحدث لك بكل ثقة وإيمان كبير عن نبل رسالته الابداعية التي يحملها على عاتقة منذ أكثر من ثلاثين سنة. هو الممثل رؤوف بن عمر الذي جمعه لقاء ب «الشروق»... فكان الحديث عن جديده وعن الكثير من هواجسه واختياراته الابداعية. أي جديد يمكن أن يكشف عنه الممثل رؤوف بن عمر حاليا؟ عدت لتوّي من الجنوب التونسي بعد مشاركتي في الفيلم العالمي الكبير «العطش الأسود». ما هي طبيعة دورك في هذا الفيلم؟ هو دور صغير، لكنه مهم ويمثل اضافة هامة في مسيرتي الفنية لقد طرح الفيلم اشكالية عالمية معاصرة من خلال صراع بين دولتين خياليتين لأجل الفوز بأحقية استغلال النفط. سي رؤوف قلت إنه دور صغير... ورغم ذلك فأنت سعيد بذلك؟ ما يهمّني في أي عمل أقدمه القيمة الفنية للدور بقطع النظر عن نوعه إن كان كبيرا أو صغيرا. تقبل أي دور يعرض عليك بهذه الصيغة؟ لا ليس بهذه الكيفية... أولي أهمية كبرى لما يمكن ان أحصل عليه من فوائد إبداعية فنية... ولي في ذلك قصة لن أنساها مدى حياتي. هل تكشف ل «الشروق» سرّها؟ سجّل أنا رؤوف بن عمر مدين بدخولي لأول مرة الى السينما لرجل مبدع اسمه ابراهيم باباي رحمه ا&. كيف ذلك؟ لقد منحني أول دور سينمائي في حياتي في فيلم «وغدا» إنه دور بسيط وصغير... دور (بوسطاجي)... وكان ذلك الدور نقطة الانطلاق في عالم السينما والتلفزيون على حد السواء. كان دورا صغيرا لكنه مهم وبارز في مسيرتي. يبدو أن الراحل ابراهيم باباي راهن على امكاناتك الابداعية في تلك الفترة؟ كسبت الرهان في السينما مع الراحل ابراهيم باباي، الذي منحني بعد ذلك دورا رئيسيا في فيلم «ليلة السنوات العشر»... - في السينما بدأت مع الأدب الروائي التونسي.. هل هي الصدفة؟ ما لا يعرفه الكثير عن الراحل ابراهيم باباي أنه قارئ نهم للابداع الروائي التونسي على وجه الخصوص، طالع رواية عبد القادر بالشيخ فحوّلها الى شريط سينمائي واطلّع على ليلة السنوات العشر للراحل محمد صالح الجابري فحوّلها إلى فيلم.. ثم هناك ميزة عند الراحل ابراهيم باباي فهو يكلّف من يكتب السيناريو ليعطيه (أي السيناريو) بصمته السينمائية. كنت الممثل المدلّل للراحل ابراهيم باباي؟ ليس الأمر كذلك، كان يعرض عليّ الدور الذي يراني فيه أنظر فيه مليّا ليكون القرار النهائي لي. تناقش ما يعرض عليك من أدوار؟ هذه حقيقة لا تقبل النقاش ولست من الذين يقبلون أي دور يعرض عليهم سواء تعلق الأمر بالسينما أو التلفزيون. هذا يعني أنك رفضت أدوارا عرضت عليك؟ حدث ذلك أكثر من مرة. وفي المقابل تقبل أدوارا مجاملة لأصحابها على اعتبار صداقتك لهم؟ لم يحدث هذا مطلقا.. كل دور يعرض عليّ أنظر فيه من كل الزوايا ومدى ما يمكن أن أكسب منه فنيّا بدرجة أولى؟ وماليا أيضا؟ أعتبر أن المقابل المالي أمر ثانوي قياسا بطبيعة الدور الذي يقدمه رؤوف بن عمر في حلية فنية إبداعية جديدة. هل سنشاهدك في عمل درامي تلفزيوني في رمضان القادم؟ هذا أمر سابق لأوانه.. على اعتبار أنه لم يتضح أي شيء الى حدّ الآن. وفي السينما؟ أدرس حاليا مشروعين للمخرجين المختار العجيمي ورشيد فرشيو. هل تكشف لنا طبيعة هذين العملين؟ فيلم رشيد فرشيو يحمل عنوانين: فجر الغضب وشوك الياسمين، على أن يتم اختيار أحد العنوانين لاحقا. أما فيلم المختار العجيمي فهو عين الغزال. العملان يضمنان لرؤوف بن عمر الاضافة الفنية التي يسعى إليها ويبحث عنها دائما. بطبيعة الحال، ففي فيلم عين الغزال للمختار العجيمي سأجسّد دورا مغايرا للمألوف مع الممثل فتحي الهداوي.. هو دور جديد.. يتطلب استعدادات كبيرة. وهذا يدخل في طبيعة البحث عن أدوار جديدة لم يسبق لي تقديمها. أما فيلم رشيد فرشيو فمازلت أدرس السيناريو. أي دور تراه مناسبا لك في التلفزيون؟ دور الأب.. فسني تفرض عليّ هذا الدور.. سي رؤوف.. لقد توقفت تجربتك مع «كلام الليل»؟ كانت تجربة مسرحية ناجحة امتدت على طول عشر سنوات.. توقفت بقرار من الصديق توفيق الجبالي.. وأشير هنا الى أن مسرحية «اشطح مع القرد» لمسرح التياترو فيها الكثير من «كلام الليل».. الذي تبقى علامة مضيئة في مسيرتي مع الفن الرابع دون أن أنسى أيضا مسرحية «مذكرات ديناصور» التي جابت عديد المسارح العربية والأوروبية وحققت نجاحا كبيرا.. وعلى عادة توفيق الجبالي في التطرق وطرح المواضيع المسكوت عنها.. فقد طرح في «اشطح مع القرد» موضوع السيدا بشجاعة وجرأة ومسؤولية وما يلفت الانتباه في هذه المسرحية أن فيها الكثير من «كلام الليل».