كشفت مصادر مقربة من المقاومة اللبنانية «حزب اللّه» أمس أن الكيان الصهيوني اغتال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري ب«صاروخ جو أرض»، مؤكدة أن اسرائيل هي المستفيدة وحدها من تصفية رجل مهم مثل رفيق الحريري. وأوضحت المصادر أنه آن الأوان للمحكمة الدولية لكي توجّه أصابع الاتهام الى إسرائيل عوضا عن تتبع المقاومة اللبنانية والسعي الى النيل منها، خاصة أن الذي استهدف الحريري كان يريد ضرب موقع الحريري السياسي والاستراتيجي والتجاري وليس الحريري الشخص. واستشهدت بما قاله المحلل الفرنسي المعروف «تيري ميسون» في كتابه «الكذبة الكبرى 2»: بأنه توصل الى قناعة بأن فوق أرض لبنان تجري لعبة المستقبل ممثلة في المشروع الامبريالي الأمريكي الذي يمرّ عبر بسط السيطرة على شعوب الشرق الأوسط. وأكدت أن تل أبيب استفادت من الوضع السياسي الذي أفضت إليه عملية التصفية والتي من بينها تحقيق انسحاب القوات السورية من لبنان ونقل الطائفة السنية من موقع مؤيد لسوريا والمعاداة للسياسة الأمريكية في المنطقة الى موقع معاكس تماما، وتحريك الشارع اللبناني وتسخيره لصالح اسرائيل وأمريكا وتأليب الرأي العام اللبناني على المقاومة وتشويه صورتها عبر زجّ اسمها في الجريمة. وأشارت الى أن من بين الآثار السلبية لعملية الاغتيال والتي استفادت منها اسرائيل الاقتصاص من دمشق لعدم تعاونها في العراق ووضع اليد الأمريكية والفرنسية المباشرة على لبنان عبر السيطرة على مراكز القرار والسلطة السياسية به، وإضعاف قوة لبنان العسكرية وتركه مكشوفا أمام الاعتداءات الصهيونية نهاية الى خلق أدوات ضغط على المقاومة. وشدّدت على أنه ما من مصلحة حقيقية لسوريا أو للمقاومة باغتيال الحريري الذي ساهم في زعزعة استقرار البلاد والمنطقة وعرّض قواتها وأمنها وسلطتها (أي اللبنانية) الى الخطر.