دخل فريق مازمبي الكونغولي التاريخ بعد فوزه على انتر ناسيونالي البرازيلي بهدفين نظيفين في الدور نصف النهائي من مسابقة كأس العالم للأندية ليتمكن بطل افريقيا من كسر احتكار أوروبا وأمريكا اللاتينية لطرفي نهائي هذه البطولة. انجاز مازمبي خطته أقدام لاعبين ترشح بالموهبة مثل الحارس كيديابا والهداف كاتونغو والسريع كاليو توكا والجناحان الطائران كاسوسولا ونكولوكوتا ومتوسط الميدان الصلب مبينزا بيدي والمدافعان حويل كيمواطي وموكينا تشاني دون أن ننسى المتميز سينغولوما... هذا الاطار تجاوز حدودا كثيرة لأنه غير المفاهيم السائدة التي صنفت افريقيا في مراكز متأخرة كرويا لكن القارة السمراء أعلنت مرة أخرى أن قدومها بقوة في عالم المستديرة فما فعله مازمبي جاء نتيجة لتألق افريقي بدأ بالفوز بالميدالية الاولمبية في 1996 عن طريق نيجيريا ونفس الميدالية في 2000 عن طريق الكامرون وبلوغ السينغال ربع نهائي مونديال 2002 وغانا ربع نهائي مونديال 2010. هنا صدقت توقعات ميشال بلاتيني وليف ياشين اللذين أكدا في وقت سابق أن المستقبل لافريقيا كرويا وقد بدأت هذه الحقيقة تتجلى لأن افريقيا بدأت تخرج من سذاجتها تدريجيا لأن ما فعله مازمبي لم يكن مجرد صدفة بل نتيجة لعمل كبير بدأ بجمع هذه التشكيلة من اللاعبين في سن مبكرة حتى لا تستفيد منها أوروبا كالعادة وتصنع بها تفوقها على مستوى الاندية عن طريق اقتناء المواهب أو عن على مستوى المنتخبات بتجنيس اللاعبين الأفارقة... امبراطور مازمبي مويز صنف نفوذه وماله بالشكل المطلوب وفي الاتجاه الصحيح بالحفاظ على هؤلاء اللاعبين للموسم الثاني على التوالي وقاوم اغراءات الفرق الكبرى العالمية وهنا وجب الايمان بهذه الفكرة وتدعيمها لأن مازمبي شرف القارة السمراء وهو الهدف الذي أعلنه مويز صراحة ونادى به الحارس كيديابا الذي قال عقب الترشح للنهائي وجب على كل افريقيا أن تساندنا في المباراة النهائية. هذا الانجاز تجاوز الحدود الضيقة لمازمبي ولخص أحلام قارة بأكملها في ضمان مكانة تليق بها على مستوى التصنيف العالمي لكرة القدم وعلى الفرق الافريقية وخاصة منها العربية الاقتداء بما فعله هذا الفريق الكونغولي الذي سيتحول الى قوة ضاربة في افريقيا يصعب قهرها، أو مقاومتها فبالاضافة الى القوة الفنية للاعبيه ضمن هذا النادي مبلغا ماليا يقارب الخمس مليارات ما يزيد من سيطرته ونفوذه وعلينا أن نساند مازمبي أولا بعيدا عن التعصب ثم التفكير في امكانية وطريقة ايقافه مستقبلا وذلك بالعمل والتفكير في كرة القدم فقط... من جهة أخرى حاولت «الشروق» تحليل هذه الظاهرة الجديدة في الكرة الافريقية ونعني بها فريق مازمبي من خلال الاستعانة ببعض الآراء الفنية. يوسف الزواوي مازمبي قوي فنيا وتنظيميا يعتقد يوسف الزواوي أكثر العارفين بهذا الفريق، أن مازمبي يمتلك نقاط قوة عديدة ويقول: «أولا على المستوى الفني يتميز لاعبوا مازمبي بالقوة والسرعة في الهجوم والدفاع ما ولد نشاطا كبيرا في الحركة جعلهم قادرين على تغطية مساحة كبيرة من الملعب وتضييق المساحات على المنافس. من جهة أخرى هذا الفريق يتطور تدريجيا ومن مباراة الى أخرى وبرز ذلك من خلال تحسن الاداء الدفاعي لهذا الفريق مقارنة بالوجه الذي ظهر به في مسابقة رابطة أبطال افريقيا بالنظر الى العمل الكبير الذي قام ويقوم به المدرب لمين نداي الذي عمل على خلق توازن بين دفاع وهجوم الفريق من خلال تقليص المسافة بين الدفاع والهجوم والوسط. بعيدا عن الجوانب الفنية تكمن قوة هذا الفريق على المستوى التنظيمي لأن رئيسه نجح في بناء هذه المجموعة منذ 10 سنوات وبدأ يعده للعالمية مثل ما فعل الأهلي المصري سابقا وذلك من خلال وضع برنامج عمل واضح وفق تخطيط سليم على المدى الطويل وتسخير الامكانات المادية اللازمة في حين ترك هدف الفوز برابطة أبطال افريقيا كنتيجة حتمية لهذا البرنامج ليتجنب تسليط الضغط على لاعبيه فجاء الهدف طبيعيا. علينا النسج على نفس منوال هذه التجربة المتكاملة هنا في تونس اذا أردنا منافسة مازمبي مستقبلا بالاعتماد على التخطيط أولا والهدف في المقام الأخير وأتحدث هنا بصفة خاصة على الترجي الذي وجب أن يغير طريقة تخطيطه للمستقبل. سليم عبد الغفار. مستوى فني عال يلخص سليم عبد الغفار نقطة قوة مازمبي في الجانب الفني ويقول: «يملك هذا الفريق قدرة على المحافظة على الكرة لفترة طويلة حيث تتنقل كثيرا بين أغلب اللاعبين ثم يقع التركيز على عناصر القوة لصنع الفارق مثل كابونغو وكاليوتوكا. دفاعيا تحسن مازمبي كثيرا عبر الرجوع الدفاعي السريع والمحاصرة الفردية اللصيقة لمهاجمي الفرق المنافسة وربح الثنائيات كما يعتمد على دفاع المنطقة والتغطية المتداولة والتنظيم المحكم داخل المنطقة والتجانس بين لاعبي المحور ثم العمل الكبير في وسط الميدان الذي يتميز بالحركية وتغيير المراكز بين اللاعبين. بهذه الخصال الفنية والأخرى التنظيمية سيكون هذا الفريق مقبلا على سيطرة قارية مطلقة.