مشروع الدولة الفلسطينية يتلاشى وحل الدولتين في فلسطين يحتضر والفرصة المتاحة لانعاشه وانقاذه تكاد تكون منعدمة والمسيرة التي رعتها أمريكا على وشك الانهيار... وتكمن المشكلة أو احدى المشكلات في «الرعي» و«الرعاية» وفي اعتبار المفاوضات مسلسلا بلا نهاية... متواصلا منذ عشرين سنة. ومنذ حوالي عشرين سنة أيضا وضع اتفاق الطائف حدا للحرب الأهلية اللبنانية... ولكن لبنان الذي دخل المفاوضات هو الآخر، يوجد الآن على فوهة بركان... و«الشرارات» تهدد باستعمال النار... بين «7» و«14 آذار». ولاكمال المشهدين العربيين نقول ان العرب يبذلون جهدهم الديبلوماسي على «الجبهتين» الفلسطينية واللبنانية. الى هذا الحد يبدو المشهد عاديا ومألوفا بما أن المنطقة «متعودة» على القلق والهلع والفزع وتكاد تفقد «صوابها»... ولكن غير العادي هو قول البعض ان المنطقة توجد في بداية أزمة وليس في ذروة العقدة وهو ما يعني أن القادم أخطر من «الآن»... في فلسطين ولبنان... ونلمس هذه التكهنات المتشائمة في تحاليل المحللين وتوقعات عرافين وحتى في شعارات بعض السياسيين. ويوصف الوضع العربي أحيانا كشريط سينمائي هوليوودي أدرك بعد عشرين سنة من التصوير عقدته الكبرى التي تنذر بعاصفة حقيقية وليس فقط بزوبعة في فنجان... نعرف عن هوليوود ثنائية الخير والشر والصراع بينهما وانتصار الحق دائما (في الأفلام). ولكننا لا نعرف بطبيعة الحالة تفاصيل السيناريو الهوليوودي الجديد... وما اذا كان من النوع العاطفي أو الحركي أو البوليسي... ولا يعرف أحد توزيع الادوار... ولربما حصل العرب على حرية الاختيار... بين دور ال«أف بي آي»... ودور الأشرار...