كشف شارل أيوب رئيس تحرير صحيفة «الديار» اللبنانية أمس أن جهاز المخابرات الصهيوني «الموساد» حاول بداية العام الجاري تجنيده عبر طرف ثالث وهو مواطن مصري اعتقل في القاهرة الأسبوع الماضي بتهمة التجسس لصالح إسرائيل. واعترف الجاسوس المصري طارق عبد الرازق أنه حاول تجنيد أيوب للعمل لحساب «الموساد» ولم يذكر اسمه لكن قناة «العربية» عثرت عليه وكشفت أنه الصحفي المعروف بعدائه الكبير لكيان الاحتلال شارل أيوب. وقال الصحفي في حديثه عن حيثيات العملية التي قام بها «الموساد»، إن العميل طارق عبد الرازق اتصل به من خارج لبنان بداية العام الجاري ولم يعرض عليه 200 ألف دولار كما قال للمحققين في مصر وإنما «إغراءات أخرى». وأوضح أيوب الذي كان ضابط أمن في وحدة للجيش اللبناني سابقا أن طارق دعاه إلى إلقاء محاضرات في مقاطعة «مكاو» الصينية وفي تايلاندا وفي جنوب افريقيا عن شؤون الشرق الأوسط، مضيفا «أخبرني انه اختارني على أنني الشخصية العربية الأولى للتحدث في الخارج، كما أبلغني أن سفري سيكون في الدرجة الأولى على متن أفضل الطائرات وسأنزل في أفضل الفنادق وأن مصاريفي كلها سيتم دفعها ببطاقة ائتمانية يزودونني بها حال وصولي إلى الخارج، لذلك ساورني الشك ورفضت». وأضاف شارل أيوب قائلا «لو عرفت أنه من الموساد لاستدرجته إلى بيروت وأبلغت عنه فرع مكافحة التجسس في لبنان ولكانوا اعتقلوه طبعا بعد التحقيق معه». وأشار إلى أن الشكوك ساورته ودفعته إلى عدم السفر «لكثرة ما بالغوا بإغرائي ولكثرة ما كان يتصل بي عبد الرازق عبر الهاتف ويلح على دعوتي». وكان طارق قال في اعترافاته للمحققين المصريين إنه تلقى تكليفا من ضباط الموساد للاتصال برئيس تحرير «واحدة من كبريات الصحف اللبنانية المقربة من سوريا و«حزب ا&» وإنه بالفعل نفذ التكليف وعرض على رئيس التحرير أن ينتج له برنامجا تلفزيونيا مقابل أتعاب تبلغ 200 ألف دولار، كما أغراه بمزيد من المال والرحلات السياحية، لكن الصحفي أيوب نفى قصة الإغراء بالمبلغ المذكور. وكشف الجاسوس المعتقل أنه كلف من قبل «الموساد» عدة مرات بتجنيد أشخاص في مصر وسوريا ولبنان وانه نجح في بعض الحالات عبر الإغراءات المالية واستغلال الظروف الصعبة التي يمرون بها مثلما كان الحال مع طارق.