يقول الله في كتابه {وأحصى كل شيء عددا} (الجن الآية 48)ويقول في سورة يونس الآية 5 {هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدّره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب} وفي سورة مريم يقول سبحانه وتعالى في الآيتين 93 و94 {إنّ كل ما في السموات والأرض إلا آتي الرحمان عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدّا}. وكثير هي الآيات القرآنية التي ذكرت العدد والحساب لقد شكل العدد محط اهتمام كل الديانات وشغل علماء الرياضيات والدارسين في مختلف المجالات استنبط منه القدامى نظريات كثيرة وقواعد حسابية على غرار بيتاغور والجبرتي وأفلاطون وأرسطو وغيرهم لا يعد على تعاقب الأزمان وكل الحضارات اعتمدت العدد قاعدة لكل البحوث والدراسات وكتب فيه «نيقوما خوس» أحد تلامذة بيتاغور كتابا عنوانه «المدخل إلى العدد» ترجمه ثابت بن قرة إلى العربية وكتب فيه آخرون لا يتسع المجال لذكرهم في مقال كهذا. فالعدد إذن ركن من الأركان الأساسية لدراسة مختلف مواضيع الحياة كدراسة السكان ودراسة الاقتصاد ودراسة الرياضيات وعلم الاجتماع وما إلى ذلك من هذه الأغراض فهو القاعدة التي تنطلق منها التحاليل للوصول إلى نتائج صحيحة يعتمدتها الساسة والمقررون في اتخاذ قراراتهم وبالعدد نحسب أيام السنة وساعات الزمن. إن الدراسات الكيفية تتخذ من الدراسات الكمية أي تلك التي ترتكز على الإحصاء والحساب سندا لها لتبحث في كل المواضيع حسبك أن كل التقارير مهما كان صنفها لا بد أن تتضمن إحصائيات وأرقاما حتى تؤكد ما تتحدث عنه. يبقى العدد إذن لازما في حياتنا نعتمده في إعداد الدراسات والبحوث عنصرا منهجيا مهما لذلك جعلت مختلف المؤسسات أقساما لها تهتم بالإحصائيات والحسابات وانتشرت المراكز المختصة في الدراسات الكمية تعتمد الإحصاء أساسا لكل الدراسات التحليلية.