إذاعة «موزاييك» كانت كالعادة في قلب الحدث باستضافتها مساء أمس في حصة «فوروم سبور» ثلاثة أبطال للعالم تونسيين وهم محمد القمودي وأنيس الونيفي وأسامة الملولي في حصة خاصة دامت ساعتين من الزمن بتنشيط رائع من الزميلين فهمي البرهومي وحيدر الشارني. أهمية الحدث تتمثل في اجتماع الأبطال الثلاثة للمرة الأولى وجاء بمناسبة تتويج الملولي ببطولة العالم للسباحة بدبي يوم الأحد الماضي. التاريخ... الحاضر... المستقبل هذا اللقاء يمكن ان نطلق عليه لقاء الأجيال، فالقمودي اول من أهدى الذهب الاولمبي الى تونس والونيفي طال العالمية في 2001 والملولي ذاق حلاوة التتويجين العالمي والأولمبي ليجتمع الأبطال في موعد تاريخي. الحصة التي أدارها باقتدار الزميلين فهمي وحيدر في إطار رائع من إذاعة «موزاييك» كانت احتفالية بمناسبة تتتويج الملولي. لكنها كانت ايضا همزة وصل بين الماضي والحاضر من خلال استعراض مسيرة الأبطال وأهم اللحظات في مسيرة كل منهم. كما تم التطرق الي كيفية تفاعل كل طرف مع إنجاز الآخر رغم اختلاف الفترات الزمنية فكانت الاجابة واحدة وهي انه كل من يهدي الذهب لتونس ويرفع الراية الوطنية عاليا يحظى بمتابعة خاصة من كل التونسيين. الملولي والونيفي أكدا ان محمد القمودي مرجع بالنسبة اليهما والقمودي قال انه يرى نفسه في هؤلاء الأبطال وتفاعل بحماسة الشباب مع ما أنجزاه وما قدّماه للرياضة التونسية فعادت اليه ذكريات الزمن الجميل لكن الاهم بالنسبة اليه ان الانجاز يحسب لتونس أولا وأخيرا. الأبطال اكدوا على أهمية الرياضة الفردية في بلادنا ومساهمتها بشكل لافت في تألق الرياضة التونسية وتمنّوا ان ينسج على منوالهم بقية الرياضيين في الألعاب الجماعية خاصة والفردية كذلك وهي رسالة مضمونة الوصول لمن يفهمها. الأبطال أبرزوا ايضا أهمية العناية بالرياضة الفردية مستقبلا حتى لا تتواصل النجاحات ولا تتلخص الانجازات في ثلاثتهم. أجواء خاصة.. ودموع القمودي لمدة ساعتين من الزمن شهد الأستوديو أجواء خاصة اختلطت فيها مشاعر التاريخ بانجازات الحاضر سافر فيها الحاضرون عبر الزمن في محاولة لاسترجاع بعض ما علق في الذاكرة من انجاز أبطال شرفوا هذا البلد الى أجواء 1968 بمكسيكو تاريخ فوز القمودي بالميدالية الاولمبية الذهبية وألمانيا 2001 حين احرز الونيفي بطولة العالم في الجودو وأخيرا دبي 2010 حين فاز الملولي ببطولة العالم فسمع النشيد الوطني... اقشعرت الأبدان، اختلطت المشاعر وانهمرت دموع القمودي في الأستوديو وفي ظروف المباشر لهذا يمكن ان نقول ان ما حصل مساء أمس في حصة «فوروم سبور» بإذاعة «موزاييك» يتعدى كونه حصة اعلامية عادية.. الأجواء كانت عائلية بأتم معنى الكلمة من خلال التعانق بين الملولي والونيفي مع الأب القمودي في رسالة تعبّر عن تواصل الأجيال الى جانب التصرف بتلقائية مطلقة... كما حضرت المرطبات التي حملت صورا كبيرة للأبطال ووزّعت على الجميع هناك.. تلك هي الأجواء التي دار فيها لقاء الأبطال في اذاعة موزاييك وهو ما شكل حدثا استثنائيا فليس من السهل جمع هؤلاء ولكن كان لابد من فعل ذلك لأن العبر والاستنتاجات التي وصلت الى الجميع عبر اذاعة موزاييك تؤكد أهمية هذا اللقاء فالأبطال تحدثوا عن الدعم الكبير للرياضة التونسية ووجوب استثمار ذلك لتحقيق نتائج ايجابية. أبطال من ذهب أعادوا للجميع الذكريات الجميلة بالميداليات الذهبية التي أحرزوها عبر تاريخهم عالمية وأولمبية. قالوا عن الاستضافة محمد القمودي: اليوم التقيت بأبنائي أشكر اذاعة موزاييك على هذه البادرة الفريدة فاليوم اجتمعت بأبنائي وهما أنيس الونيفي وأسامة الملولي في أجواء احتفالية بانجاز أسامة في بطولة العالم للسباحة... هذا الرياضي الكبير يجب أن يكون قدوة للجيل القادم من شباب تونس فقد تغيرت الظروف وأصبح المجال مفتوحا أمام الجميع لتكرار انجاز أسامة مستقبلا فالرياضة الفردية في تونس قادرة على انجاب المزيد من الأبطال. أنيس الونيفي: مناسبة تاريخية في البداية يجب أن أتوجه بالشكر الى اذاعة موزاييك على هذه الاستضافة التاريخية، فأنا شخصيا أجتمع بهؤلاء للمرة الأولى وهو حدث لا يتكرر كثيرا... هذه المناسبة تمثل فرصة فريدة لدعم الرياضة الفردية في تونس التي ما انفكت تسجل انجازات غير مسبوقة لهذا البلد ويجب أن نواصل في دعمها ونستفيد من سجلات وتاريخ الأبطال لصناعة أبطال آخرين. أسامة الملولي: هذه رسالتي للاعبي المنتخب اجتمعنا في مناسبة عائلية لا تتكرر كثيرا لذلك فإن سعادتي كبيرة بأن ألتقي بالونيفي ومحمد القمودي الذي يبقى قدوتنا جميعا... هذه المناسبة جعلتنا نناقش ونتحدث بصراحة حول الرياضة الفردية التونسية والسعي الى المحافظة على نفس المستوى... الرياضة الفردية قادرة على تحقيق المزيد من الانجازات لتونس ورسالتي للاعبي المنتخب هي: انظروا ماذا فعلنا نحن الأبطال وانسجوا على منوالنا لأجل تونس.