أكد أمين عام حزب المؤتمر الشعبي المعارض في السودان أن تأييده حق تقرير المصير لجنوب السودان بسبب التباينات التي يعيشها لا يعني أنه يؤيد الانفصال محذرا من انتقال عدوى الانفصال الى دارفور أو الى الشرق السوداني وداعيا الى ما أسماه «انتفاضة سلمية» لتحقيق لامركزية الحكم في البلد. وقال الترابي في حديث صحفي: «أنا طبعا ضد الانفصال، فالعالم كله يتوحّد الآن، والأوروبيون تقاتلوا وسقط منهم عشرات الملايين والآن هم يتوحدّون». ونفى الترابي دعمه عسكريا لحركة العدل والمساواة في دارفور مشدّدا على دعمه السلمي لها في حقها وحق أهل دارفور في لامركزية الحكم التي دعا إليها منذ البداية بقوله إنّ السودان لا يمكن أن يُجمع بالقوة والجبروت بسبب تنوّعه. وأشار الترابي الى أن الشعب في الجنوب يعيش في حالة من الضنك الشديد وأن أوضاعه متدنيّة جدا، فإذا استقلّ ستواجهه قضايا شائكة لأن الجنوب مؤلف من قبائل والحكومة هناك عسكرية لا توجد لديها مناهج لتنمية الناس وتجاوز عصبية القبائل مؤكدا أنّ حزبه سيسعى الى منع اندلاع صراع داخلي. وحذّر القيادي السوداني من أن السودان معرض لمخاطر كبيرة، فالجنوب سينفصل على الأرجح بعد أسبوعين، وقد لا يكون هناك حسن جوار ويأتي بعد ذلك خطر الغرب في دارفور: «فالمفاوضات شبه متوقفة في الدوحة والحكومة قالت إنه لا تفاوض بعد انتهاء هذا الشهر وإذا سارت الأمور هكذا فقد تخرج دارفور وينفصل الشرق». وشدّد الترابي على أن «حزبه لا يدعو الى القتال أصلا لأن في السودان قبلية شديدة استعرت وبدأ الولاء للأحزاب الكبيرة يذبل، فلو بدأ اطلاق نار فمعنى ذلك أن البلد ستعمّه الفوضى وسيأتي المدّد من الذين يتربصون به». وقال الترابي إنّ حزبه سيعقد اجتماعا لقيادته يوم 30 ديسمبر الجاري لمدة 3 أيام سيحضره اثنان من كل ولاية بينما سيحضر ضعف هذا العدد من الجنوب وسيخصّص يوم كامل للوضع هناك. وأوضح الترابي أن الاجتماع سيبحث استفتاء تقرير المصير وتداعياته. استفتاء باطل وفي تطور آخر أعلنت الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان أمس الأول بطلان مبدإ الاستفتاء، وقالت إنه «لا يحمل أي قيمة شرعية» وطالبت حكومة الخرطوم بتطبيق الشريعة الاسلامية دون الأخذ بعين الاعتبار ما يقرّره الجنوبيون. وقالت الرابطة في بيان لها إن على الحكومة أن تعي وجود ما وصفته ب«مخطّط يهودي صليبي لتقسيم البلاد الى دويلات هزيلة بمساعدة المتحالفين من أذنابهم من الداخل». ورأت رابطة علماء السودان أن السلطات في الشمال غير ملزمة بتطبيق اتفاقية السلام وما تتضمنّه من استفتاء لأنها ليست قرآنا». وأكدت الرابطة تحريم التنازل عن أي جزء من أرض السودان التي هي ملك للأمة الاسلامية، وقالت إن «المساعدة على الانفصال حرام شرعا وذلك بتخلي المسلمين عن إخوتهم المسلمين في الجنوب». واعتبر رئيس اللجنة الشرعية بالرابطة محمد عبد الكريم أن اضعاف حكومة الشمال عقب الانفصال مؤامرة تدبّرها أجهزة مخابرات اسرائيل وأمريكا وفرنسا.