... بعد ان بلغهم خبر تولي الرئيس بن علي الحكم يوم 7 نوفمبر 1987، اختلفت «مجموعة مزالي» المقيمة آنذاك بأوروبا (بين فرنسا وسويسرا) حول العودة الى أرض الوطن.. وفي الحلقتين الأخيرتين من هذه السلسلة، تحدّث رشيد عزوز في كتابه، «محمد مزالي، صداقة دفينة وانحرافات سياسية» عن رفض مزالي العودة الى تونس في حين قرر هو (عزوز) العودة بما أن نشاطهم في المهجر لمحاربة «حاشية بورقيبة» لم يعد له معنى بعد أن تولى بن علي الحكم وأنقذ البلاد من هذه الحاشية... وفي الحلقة الماضية، أشار عزوز الى تنكّر مزالي لعلاقتهما التي تعود الى 1968 وإلى التضحيات التي قدمها هو ومجموعة من الأصدقاء من أجل تهريب مزالي الى الجزائر ومنها الى أوروبا، ووصف عزوز هذا التنكّر بالمادي (بعد أن جنى مزالي أموالا هامة من دول أجنبية ومن التعويضات التي منحتها له تونس) وبالمعنوي (بعد ان جانب بعض الحقائق في كتابه «نصيبي من الحقيقة») وهو ما أثّر سلبا على حياته (عزوز) وعلى حياة عائلته وعائلات بقية المساهمين في خطة الهروب. وفي هذه الحلقة الأخيرة يتحدث رشيد عزوز عن الصعوبات التي واصلت اعتراضه حتى بعد عودته الى تونس لا لشيء الا لأنه كان في نظر بعض المسؤولين «صديقا سابقا لمزالي». عواقب أكد رشيد عزوز على امتداد صفحات كتابه على أن علاقة الصداقة المتينة التي كانت تجمعه بمزالي دُفنت منذ أكثر من 20 عاما بعد ان اختلفا حول العودة الى أرض الوطن. ويروي عزوز كيف انه عندما عاد الى تونس وجد كل ممتلكاته قد تمت مصادرتها من قبل حكومة بورقيبة في الفترة الفاصلة بين سبتمبر 1986 ونوفمبر 1987. كما تم غلق مكتب هندسة الأشغال العمومية الذي كان قد فتحه منذ 1974 وسُحب منه الترخيص.. ورغم ان المحكمة الإدارية انصفته في نوفمبر 2002 عندما أقرت بإلغاء قرار غلق مكتبه وسحب التراخيص منه الا ان بعض المسؤولين السابقين بوزارة التجهيز «عطّلوا» على حد قوله تنفيذ هذا القرار بسبب «علاقته السابقة مع مزالي» ولم يقع قبول اي عرض أشغال صادر من مكتبه إثر طلبات عروض الأشغال العمومية. «كاري» أشار رشيد عزوز في كتابه ايضا الى الوضع المادي الصعب الذي يعيش فيه اليوم مع عائلته بسبب مخلّفات علاقته بمزالي... فقد تحدّث عن إضطراره العيش في منزل على وجه الكراء رفقة زوجته وابنيه (14 و9 سنوات) بعد ان فقد شقتين كان يملكهما بالمنار وميتوال فيل وفيلا بسكرة وعن عجزه عن شراء شقة بسبب غلاء ثمنها.. في الوقت الذي رفض فيه مزالي مدّ يد العون له حتى بعد عودته الى تونس وحصوله من الدولة على تعويضات بالمليارات على حدّ قوله، واسترجاعه لممتلكاته ولمنزله رغم كل ما قدمه (عزوز) له من مساعدة من خلال تسهيل هروبه الى الجزائر وإنقاذه من محاكمة بورقيبة. انتهى