وزير الدفاع يلتقي الأمين العام المساعد للأمم المتحدة المكلف بمهام حفظ السلام    اشتكته أستاذة جامعية .. عامان سجنا لمحمد بوغلاب    وزارة التعليم العالي...مركز الخوارزمي تصدّى لمحاولة هجوم إلكتروني    مكتب البرلمان يحيل 66 سؤالا من النواب إلى أعضاء الحكومة    حديدان: 75% من دعم الحبوب يستحوذ عليها 20% من الفئات الأكثر ثراء في تونس    تقديم مناخ الاستثمار الفلاحي    بنزرت: حملات رقابية ليليلة للحد من مظاهر الانتصاب الفوضوي    توزيع اللحوم المبردة بأسعار تفاضلية    عاجل/ ماكرون يدعو لإعتراف مشترك مع لندن بدولة فلسطين    كأس افريقيا للأمم سيدات: التعادل السلبي يحسم لقاء المنتخب التونسي ونظيره الجزائري    شيانتيك المتألقة تهزم بنتشيتش وتبلغ نهائي ويمبلدون    بعد ارتفاع أسعاره عالميا...عصابات تهريب الذهب... تتغوّل!    نتائج متميزة للمعهد التحضيري للدراسات الهندسية بنابل في مناظرة الدخول إلى مراحل تكوين المهندسين    اسألوني .. يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    خطبة الجمعة: ولا تنازعوا فتفشلوا ...    الحذرَ الحذرَ، فوالله لقد ستر حتى كأنه قد غفر: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً    منظمة الصحة العالمية تمنح رئيس الجمهورية درع الاتفاقية الدولية للوقاية من الجوائح..    الليلة: أمطار رعدية وتساقط البرد بهذه المناطق    عامان سجنا في حق الإعلامي محمد بوغلاب    المحلل المالي معز حديدان: كلفة دعم الخبز تكفي لبناء 4 مستشفيات جامعية سنويا    مودرن سبور المصري يتعاقد مع اللاعب التونسي أحمد مزهود    كوثر الباردي لإدارة فرقة بلدية تونس للتمثيل    تصنيف الفيفا - المنتخب التونسي يحافظ على مركزه التاسع والاربعين    عاجل/ تيارات قوية وأمواج عالية: الحماية المدنيّة تحذّر من السباحة في شواطئ هذه الجهة    أشغال ترميم الجسرين بين ''قرطاج حنبعل'' و''قرطاج أميلكار'': تحويرات في حركة القطار وحتى السيارات    بشرى سارّة لمرضى السكّري.. #خبر_عاجل    إختتام مشروع تعزيز الآلية الوطنية لتأطير الصحة الحيوانية البيطرية بتونس    كان تحب تزور مصر، اعرف القرار هذا قبل ما تمشي!    قبل صدور النتائج: هذا تذكير بشروط النجاح في ''الكونترول''    قبلي : تواصل قبول الأعمال المشاركة في الدورة الرابعة من مسابقة "مسابقة بيوتنا تقاسيم وكلمات"    وزارة التربية تنظّم الحفل الختامي لمسابقة "تحدي القراءة العربي" في دورتها التاسعة    للسنة الرابعة على التوالي: Ooredoo تُجدّد دعمها لمهرجان قرطاج وتربط التونسيين بشغفهم الثقافي    انهيار نفق بداخله 31 عاملا في لوس أنجلوس    عاجل/ الرئيس الإيراني: ردنا سيكون "أكثر حسما وإيلاما" إذا تكرر العدوان..    الديوان الوطني للأعلاف: شراء 50 ألف طن من مادة الذرة العلفية الموردة    عاجل/ رئيس الدولة في زيارة غير معلنة الى هذه الولاية..    قليبية: رئيس الجمهورية يطلع على الوضع الكارثي لوادي الحجر    الاحتلال يوافق مبدئيا على "تمويل مشروط" لإعمار غزة    سبب وفاة سامح عبد العزيز... التفاصيل الكاملة    النادي الصفاقسي يعزز صفوفه بثلاثة انتدابات أجنبية    "اليويفا" يحدث تعديلات على لوائح العقوبات في مسابقات الموسم المقبل    الرابطة الثانية: مبارك الزطال مدربا جديدا للملعب القابسي    هام/ بداية من الأسبوع المقبل توزيع كميات اضافية من هذه المادة في الأسواق..    عاجل/ من بين الشهداء أطفال ونساء: الاحتلال يرتكب مجزرة جديدة في دير البلح وسط غزة..    نجوى كرم لقرطاج: ''مافي شي بيبعدني عنك''    أحمد سعد يشوق جمهوره لألبومه الجديد لصيف 2025    دواؤك في خطر؟ ترامب يُفجّر ''قنبلة جمركية'' تهزّ سوق الأدوية...اكتشفها    فرنسا تعتقل لاعبا روسيا لتورطه في أنشطة قرصنة إلكترونية    باريس سان جيرمان يتأهل إلى نهائي كأس العالم للأندية بفوزه على ريال مدريد برباعية نظيفة    اليوم: قمر الغزال العملاق يُضيء سماء العالم...ماهي هذه الظاهرة؟    التوانسة الليلة على موعد مع ''قمر الغزال'': ماتفوّتش الفرصة    فاجعة في بن قردان..وهذه التفاصيل..    متى تظهر نتائج ''الكونترول''؟ اكتشف مواعيد إعلان النتائج السابقة    تحذير عاجل: البحر هائج في السواحل الشرقية... خاصة في نابل وبنزرت    هذه العلامات الغريبة في جسمك قد تنذر بنوبة قلبية... هل تعرفها؟    هيئة الصيادلة: أسعار الأدوية في تونس معقولة    قيس سعيّد: آن الأوان لتعويض الوجوه القديمة بكفاءات شابّة لخدمة كل الجهات    عاجل: قيس سعيّد يُحذّر : مهرجانات تونس ليست للبيع بل منابر للحرية والفكر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تفاصيل وحقائق مثيرة يكشفها مهندس هروب مزالي الى الجزائر (8): «سي محمد» تنكّر للأصدقاء رغم ما جناه من مليارات
نشر في الشروق يوم 25 - 12 - 2010

٭ تونس «الشروق»: إعداد: فاضل الطياشي
بعد أن قضى محمد مزالي ورشيد عزوز حوالي 14 شهرا في المنفى وتحديدا بين باريس ولوزان، عملا أثناءها الى جانب مجموعة من رجال السياسة من تونس والخارج، على محاربة ما وصفوه ب «حاشية بورقيبة» التي كانت تنوي آنذاك الاستيلاء على الحكم، وقد بلغهم صباح 7 نوفمبر 1987 خبر تولّي الرئيس بن علي الحكم وهو ما أسعدهم كثيرا بما ان البلاد نجت من «الهاوية» التي كادت ان تسقط فيها وأيضا لأنه أصبح بإمكانهم العودة الى أرض الوطن في كنف الأمن والأمان لأن زمن أعدائهم (حاشية بورقيبة) ولّى بلا رجعة... غير ان مزالي، على حدّ ما ذكره رشيد عزوز رفض العودة واعتبر ان «المعركة» مازالت متواصلة.. ووصف عزوز ب «اللامتضامن» معه، بسبب قراره إنهاء «المعركة» والعودة الى تونس.
وكان عزوز قد تعرض في كتابه «وهو ما نقلته «الشروق» على امتداد الحلقات السبع الماضية من هذه السلسلة الى التفاصيل والحقائق المثيرة التي رافقت هروبه ومزالي الى الخارج مبيّنا في الآن ذاته حجم الصداقة الوفية التي كان يكنّها لمزالي الى درجة أن ضحّى بحياته وبمستقبل عائلته من أجل مساعدته على الهروب و«هندسة» خطة محكمة لذلك، وهو ما كلّفه (عزوز) وكلّف كل من ساعدهما في ذلك كثيرا، حيث تعرّض كل من بقي في تونس للسجن والتعذيب وللمحاكمات الجائرة من قبل سلطة بورقيبة وتمت مصادرة ممتلكات عزوز (المنزل ومكتب الهندسة والسيارة...).
وفي هذه الحلقة الثامنة، يروي رشيد عزوز تفاصيل تنكّر مزالي لصداقتهما وعدم سعيه الى مساعدته رغم ما جناه من أموال سواء في المهجر او بعد عودته الى تونس..
تضحيات.. لكن..
في تقديمها للكتاب المذكور تقول مونيك بيليتيي (Monique Pelletier) وهي وزيرة فرنسية سابقة ومحامية «على امتداد سنوات، لم يكن مزالي وفيّا لأصدقائه، حيث رفض كل مساعدة لرشيد عزوز الذي لم يكن يتوقف على مده بالأموال في الأشهر الأولى لحلولهما بأوروبا.. أما هو (مزالي) فقد نجح في الحصول على أموال من الدولة الفرنسية ومن دول خليجية ونجح في الاندماج باللجنة الأولمبية الدولية...».
وكان عزوز قد ذكر على امتداد صفحات كتابه «الطرق والوسائل» التي كان يتبعها مع المجموعة المرافقة لمزالي في الحصول على الأموال والمساعدات اللازمة لتوفير معاليم السكن والتنقل والأكل وعقد اللقاءات والندوات الصحفية بفرنسا ومصاريف تنقل مزالي من لوزان (حيث كان يقيم) الى باريس وطبع وتوزيع البيانات والمناشير...
وكان عزوز على حدّ ما ذكره ينفق من أموال خاصة حوّلها معه الى فرنسا وأيضا من أموال بعض معارفه وأصدقائه الفرنسيين والعرب في باريس إضافة الى ما كان يوفّره أحمد القديدي من أموال من زوجته الى درجة انه كان على استعداد للعمل كعون تنظيف بإحدى بلديات باريس..
في تلك الأثناء، يقول عزوز، كان مزالي يقيم في نزل من فئة 4 و5 نجوم ب «لوزان» ويتلقى المساعدات المادية الكبرى بطرق مختلفة والتي لم ترها المجموعة المرافقة له حتى بالعين المجرّدة..
تنكّر مادي
بنبرات تفوح منها رائحة الألم والندم على ما قدّمه من تضحيات مادية وعائلية لمزالي، تحدّث عزوز عمّا سمّاه ب «تنكّر» مزالي له ولكل من ساعده في الهروب الى الخارج وفي بلوغ وضعية مادية مريحة سواء في الخارج (مساعدات دول الخليج وفرنسا واللجنة الاولمبية الدولية) او في تونس بعد ان عاد الى أرض الوطن سنة 2002 إذ مكنته الدولة التونسية من تعويضات بقيمة أكثر من 3 مليارات عن الأضرار التي حصلت له منذ 1986..
ويتحدث رشيد عزوز في كتابه عن «التنكّر المفضوح» لمزالي تجاهه وتجاه عائلات محمود الهادف (الذي رافقهما ليلة الهروب الى الجزائر) ومصطفى شقشوق (الذي ساعد بسيارته يوم الهروب) وهذه العائلات الثلاث (عزوز والهادف وشقشوق) وجدت نفسها في وضعية مادية حرجة للغاية بسبب ما قدّمه رجالها من مساعدة لمزالي قبل وبعد هروبه لكن مزالي، على حد قول رشيد عزوز، لم يكلّف نفسه مجرّد الالتفات لها او مساعدتها ماديا عندما عاد الى تونس رغم ما جناه من أموال..
حاتم مزالي
بقدر اللوم الذي وجهه رشيد عزوز في كتابه الى صديقه الأسبق محمد مزالي، إلا أنه أصرّ على توجيه تحية عرفان وإكبار الى حاتم مزالي (ابن محمد مزالي) وهو طبيب بيطري، لأنه لم يتأخر في تقديم يد المساعدة للعائلات المذكورة، بعد أن تنكر والده «لبكاء الأرامل واليتامى في هذه العائلات» (يقصد زوجتيْ وأبناء محمود الهادف ومصطفى شقشوق).
تنكّر معنوي
اعترف رشيد عزوز في كتابه أنه لم يكن ينوي البتّة كتابة حرف واحد حول المرحوم محمد مزالي حتى بعد «تنكّره» المادي له ولكل من ساعده على الهروب.. غير ان «الصدمة» كانت كبيرة على حدّ قول عزوز بعد صدور كتاب «نصيبي من الحقيقة» لمحمد مزالي سنة 2009... اذ يقول عزوز انه بقدر ما تضمنه هذا الكتاب من حقائق تاريخية لا يمكن التشكيك فيها بقدر ما جانب فيه كاتبه (مزالي) الحقيقة عندما قلل من شأن مساهمة عزّوز والآخرين في تخطيط وتنفيذ عملية هروبه والحال انه كان على علم آنذاك (عند تحرير كتابه) بالوضع الذي آل إليه كل من ساعده في الهروب وخاصة وضع عائلاتهم التي فقدت الكثير ماديا ومعنويا بسبب اتهامها بالمشاركة في عملية الهروب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.