أكد الوزير السوداني السابق الطيب مصطفى، وهو خال الرئيس عمر البشير انه يؤيد الوحدة مع مصر ولن يعارض اذا طلبت ارتريا أو أثيوبيا أو التشاد إقامة وحدة مع السودان لوجود قواسم مشتركة معتبرا ان المشاكل بين شعوب مناطق شمال السودان هي مجرد صداع أما مع الجنوب فهي «سرطان يحتاج الى البتر». وفي حديث لصحيفة «الشرق الأوسط» نشرته أمس قال مصطفى القيادي السابق في المؤتمر الوطني «لايزال البشير وحدويا ويقاتل بشكل فقع مرارتي من أجل الوحدة». تضحيات البشير وأضاف مصطفى أن الرئيس البشير قدّم التضحيات في سبيل الوحدة، وآخرها قيام الدورة المدرسية في الجنوب، التي أقيمت من أجلها منشآت وما إن انفضت حتى تم طرد عناصرها.. مضيفا ان الجنوبيين يمارسون سياسة «هل من مزيد» فالرئيس منحهم كل عائدات النفط فقالوا نريد أبيي، أعطاهم 50٪ من النفط ويريدون المزيد... إنها سياسة ابتزاز». واعتبر خال البشير ان التقارب بين شمال السودان وشعوب مصر وإرتريا وأثيوبيا والتشاد أقرب منه الى الجنوبيين قائلا «هؤلاء جرّبناهم ولا توجد مشكلة معهم أما مع الجنوب فنحن أمام مشكلة مستمرة». وأوضح ان لأثيوبيا قوميات أكثر وعندما انفصلت إرتريا لم نشهد أي تمرد آخر في قومياتها الأخرى أما الترابط بين شعوب شمال السودان فهو قوي جدّا ووصل الى حد الانصهار والتزاوج، صحيح توجد أجندة دولية ولكننا سنهزمها». وبسؤاله عن أسباب ندائه بالانفصال منذ سنوات قال الطيب :«لأسباب بسيطة جدا.. وهي أن كل الحلول الوحدوية لم تنجح وفشلت فشلا ذريعا في إنهاء حالة التأزم المستمرة منذ أكثر من نصف قرن.. سالت فيها بحار من الدماء.. وخربت الاقتصاد.. والمنشآت وأزهقت مئات الآلاف من الأرواح.. لذا كانت دعوتنا إلى الانفصال.. لماذا لا نجرب هذا الدواء.. الذي جربته شعوب كثيرة قبلنا، وعاشت في سلام مع الأجزاء التي انفصلت عنها» ، دول الاتحاد السوفياتي السابق، ودول الاتحاد اليوغسلافي، وباكستان والهند، وإثيوبيا وإريتريا.. وإندونيسيا وتيمور. نحن ظللنا عاطفيين متأثرين بما يكتب في المناهج التعليمية.. «أنت سوداني.. وسوداني أنا.. ضمنا الوادي فمن يفصلنا.. قل لا عاش من يفصلنا». كرنفالات فرح وردّا على سؤال حول كيفية استعداده لانفصال الجنوب قال خال البشير: «حضرنا كرنفالات الفرح.. وبدأنا نعد العدة لإقامة صلاة الشكر في الميادين العامة، فنحن نعتبر أن يوم الانفصال هو يوم استقلال السودان الحقيقي الاستقلال ليس خروج الأنقليز من السودان لأنهم عندما خرجوا تركوا لنا شوكة في خصرنا وهي الصراع على الهوية هذا الصراع، حينما نصل إلى الطلاق بين الزوجين المتشاكسين، لعل الله يرزقهما زوجا أو زوجة صالحة نتمنى لهم زواجا مع دولة أوغندا.. أو كينيا.. ونتمنى للشمال زواجا مع مصر.. أو هكذا». وأضاف: لو بقي السودان موحدا مع مصر... ما كنّا طرحنا يوما قضية الهوية... او الانفصال... وكان في مقدورنا اليوم أن نغزو افريقيا بهوية قوية يمكن ان تتمدد نحو عمق القارة بقوة. ولكننا أصبحنا الآن منطقة ضغط جوي منخفض بانفصالنا عن مصر.