كل شيء في بيت المرحوم حسين بن الفالح ناجي الذي انتحر بصعقة كهربائية يدل على أن الفقر هو العنصر البارز في حياته... من مبعوثنا سفيان الأسود بقلب كله لوعة وحرقة وحسرة تحدثت أمه أم الخير الفالح ناجي ل«الشروق» عن ابنها الذي فقد عمره وكانت تبكي بلوعة لكنها كانت تذكر أن الرئيس بن علي الذي استقبلها في قصر قرطاج قد خفف من لوعتها وقد فتح الرئيس قلبه لهذه الأم... قالت السيدة أم الخير أشكر رئيس الدولة الذي استمع لي بكل اهتمام... السيدة أم الخير قالت ان الرئيس بن علي حبيب كل الضعفاء والمحتاجين وقد أكد لها أنه سيقدم للعائلة كل الدعم والرعاية وسيقدم لها الكثير من العطف... كل شيء داخل البيت يدل على أن الاحتياج والخصاصة هما سيدا الموقف... المطبخ، الفراش، الأثاث يدل على حقيقة ما تعانيه عائلة المرحوم حسين الفالح ناجي الذي انتحر بصعقة كهربائية في مدينة سيدي بوزيد... لا يزال فراشه الذي يتمثل في حاشية بالية ملقاة على الأرض يدل على مأساة الشاب المرحوم حسين الفالح ناجي. قال شقيقه محمد الطاهر ان شقيقه الذي يعمل «دهانا» ترك العائلة تتخبط في الفقر وترك الأم وحيدة تعيل بناتها وأطفالها... في البيت الذي امتلأ بالناس في حي النور الغربي كان الجميع يقدم التعازي للأم وكانت السيدة «أم الخير» (والدة المرحوم) تعلن في كل مرة شكرها لرئيس الدولة تعيش «الأم» الثكلى على مهنة جمع القوارير البلاستيكية المستعملة ثم تتولى بيعها من جديد... الفقر في ذلك البيت هو سيد الموقف.. خال المرحوم تحدث بحرقة وبكى ابن أخته وشكى أيضا وضعه المادي البائس حيث يعمل حارسا بدون أن يتمتع بكل حقوقه المادية... ناشدت الأم رئيس الدولة مساعدة العائلة وانقاذها من الفقر الذي تتخبط فيه... ذهب «حسين» لكن العائلة تحتاج الى من يساعدها والى من ينقذها... عندما تدخل الى البيت تشعر بالأسى في كل ركن فيه... «حسين» الذي انتحر خلف الأسى والحزن في قلوب كل من يعرفه في مدينة سيدي بوزيد...