رغم ما تضمنه تقريرالطبيب الشرعي بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس بعد فحص الجثة وتشريحها من توضيحات دقيقة ومفصلة حول وفاة الشاب حسين بن الفالح ناجي الناجمة عن إصابته بصعقة كهربائية إثر احتكاك يده اليسرى بسلك ذي الضغط العالي مما تسبب في وجود كدمات بأسفل الجهة اليمنى الأمامية وحروق كهربائية طالت معظم أنحاء جسمه فإنّ عائلته شككت في مصداقية محتوى الشهادة الطبية التي تسلمتها من المؤسسة الاستشفائية المذكورة للحصول على إذن بدفن الجثة التي كانت تحمل آثارعنف وجروحا بليغة في البطن حسب ما ذكره شقيق الضحية ل»الأسبوعي» وغير مستبعد تعرض الضحية لعملية اعتداء من قبل أعوان مكافحة الشغب إثرسقوطه من أعلى عمود كهربائي. وتبعا لذلك طالبت عائلته بإعادة فتح تحقيق قضائي مستقل ومسؤول في الظروف المحيطة بوفاة إبنها الذي لم تتسلّم إلى حدّ اليوم ملابسه رغم المحاولات المضنية واليائسة التي بذلتها في الغرض حيث ادعت الجهات الأمنية احتراقها بشكل كامل في الحادثة التي كانت محلّ تهميش وتعتيم إعلامي إبان أحداث الثورة ؛ كما أصرّت عائلة ناجي على حقها في التعويض المادي والمعنوي أسوة بعائلات الشهداء. وبالرجوع إلى تفاصيل الواقعة فإن الهالك وعلى خلفية فشله في العثورعلى عمل غير مشروط يصون كرامته ويؤمن مرافق العيش الأساسية لعائلته التي عانت وعلى امتداد سنوات طويلة الخصاصة والحرمان قام ليلة 22 ديسمبرالماضي بخرق الحصارالأمني المضروب حول شوارع المدينة وأنهجها وصعد إلى أعلى عمود كهربائي قرب مقّرمعتمدية سيدي بوزيدالغربية رافعا شعارات مناهضة للنظام البائد وتنادي بمحاربة سياسة الأبواب الموصدة وخاصة الفساد الإداري الذي تمّ تصنيفه ضمن الأمراض المستعصية والمألوفة في المؤسسات العمومية بالجهة عندما صعقه التيارالكهربائي صعقة سقط على إثرها أرضا وهو فاقد للوعي فوقع نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج غيرأنه فارق الحياة في ظروف مسترابة تستدعي مزيدا من التحرّي والبحث في سيرالحادثة التي تزامنت مع بداية الاحتجاجات بمدينة سيدي بوزيد ضدّ الرئيس المخلوع.