تونس (الشروق): إعداد: عبد الرؤوف بالي سيسدل الستار غدا على عام 2010 لكنه لن يخفي ما شهدته الحرب على أفغانستان من هزائم وأزمات تراكمت على امتداد ال12 شهرا المنقضية، ربما لتمنع حلف شمال الأطلسي بقيادة الرئيس الأمريكي باراك أوباما من إحياء أعياد الميلاد ولو بنصر مزعوم. فكانت السنة عنوانا لصمود حركة «طالبان» أكثر من سنوات الغزو ال9 وبداية لاستعادتها لزمام الأمور في مختلف أنحاء البلاد وذلك وفقا لتقييم سري لبعثة الأممالمتحدة في كابول. أبت سنة 2010 أن تمضي دون إلحاق الخسائر بأحلام الحلف الأطلسي على كل المستويات، فأصبحت من جهة سنة الموت لجنود قوات التحالف وذلك ببلوغها رقما قياسيا مقارنة بالسنوات الماضية حيث بلغ عدد قتلى الناتو المعلن عنهم طبعا أكثر من 700 قتيل وكان لأمريكا فيهم نصيب الأسد وهو حوالي الثلثين، فيما كانت أعلى حصيلة سجلت سنة 2009 وهي 521 جنديا أجنبيا. ومن جانب آخر أكد متحدث عسكري أفغاني بداية هذا الأسبوع أن عدد القتلى في صفوف جنود الجيش الأفغاني بلغ أيضا هذه السنة رقما قياسيا وهو أكثر من 800 جندي دون اعتبار الخسائر في صفوف رجال الشرطة وأمن الحدود الذين بقيت أعداد خسائرهم مجهولة منذ بداية الحرب في البلاد. ولم يشأ العام «المحتضر» أن يغادر دون بعثرة كاملة لأوراق الأطلسي في أفغانستان، فقد كشفت تقارير أنه بالرغم من سعي الناتو الى الحدّ من أعداد القتلى المدنيين إلا أن الرقم بلغ أيضا هذا العام مستوى قياسيا وهو أكثر من 2400 مدني قتل خلال 2010. وفي مسألة القتلى المدنيين لم تقف الأمور عند هذا الحد بل ان تقارير عن انتهاكات قام بها جنود بريطانيون وأمريكيون زادت طين الحلف الأطلسي بلّة في أفغانستان، حيث تعمّد بعض الجنود الى اللهو عبر قتل المدنيين العزل وأخذ بعض أطرافهم كتذكار مثل الأصابع والرؤوس وربما يصبح ذلك من أجمل ذكريات الرئيس الأمريكي باراك أوباما في عام 2010، إضافة الى خروج بعض قياداته عن السيطرة نتيجة الضغط الذي واجهوه من قبل «طالبان» ولعل أبرزهم كان قائد القوات الأمريكية والدولية الذي تمّ تعيينه في جوان من عام 2009، لكنه أقيل قبل اتمام العام هناك حيث جنّ من كثرة الاستراتيجيات التي كان أوباما يغيرها كل 3 أشهر تقريبا. وفي الاتجاه ذاته شهدت سنة 2010 وفاة السفير الأمريكي السابق لدى الأممالمتحدة بعد أقل من سنة على تعيينه مبعوثا خاصا لأفغانستان وباكستان نتيجة جلطة قلبية. إذن وبالرغم من أن سنة 2010 كانت الأسوأ بالنسبة للقوات الدولية في أفغانستان إلا أنها تعتبر سنة كارثية بكل المقاييس لإدارة الرئيس باراك أوباما خاصة وأن حديثه عن تراجع نفوذ حركة «طالبان» خالفته الأممالمتحدة تماما حين كشفت وبالوثائق أن الحركة باتت تسيطر خلال العام الجاري حتى على المناطق التي كانت محصّنة في ما مضى من قبل قوات التحالف وهو ما دفع حلف شمال الأطلسي الى الاقرار بأن السنة القادمة ستكون سنة كارثية في أفغانستان.