اعتبر حلف شمال الاطلسي أن عام 2010 كان «ناجحا» في أفغانستان وأن قواته تمكنت من «توفير» الأمن في جنوب البلاد وخاصة في ولايتي هلمند وقندهار اضافة الى ضواحي العاصمة كابول؟!! ربما يتحدّث «الناتو» هنا عن افغانستان أخرى، تقع أراضيها خارج الكرة الارضية، فالكل يعرف أن العام المنقضي مثل بداية النهاية للتواجد الاجنبي على الأراضي الافغانية، وأن ما دفع حلفاء أمريكا الى التفكير في الانسحاب لم يكن «استتباب» الأمن كما زعم حلف شمال الاطلسي وإنما انفراطه وعدم قدرة القوات الدولية والقوات الافغانية حتى على المحافظة على المساحات التي كانوا يحتلونها خلال سنوات الحرب الماضية وفق ما أكّدته وثائق البعثة الأممية هناك. كما أن عام 2010 شهد تخبطا كبيرا على مستوى استراتيجيات الحرب، حيث ظهر الرئيس الامريكي في أكثر من مرة ليعلن فشل استراتيجية واعتماد أخرى وباءت في النهاية كلها بالفشل. عن أي نجاح يتحدثون؟ وقد وصل عدد القتلى من المدنيين الافغان الى رقم قياسي وهو أكثر من 2400 قتيل بعضهم أخذ جنود أمريكان وبريطانيون أصابعهم كتذكار عن الحرب بعد قتلهم. لأي نجاح تروجون؟ في حين تتسابق دول حلف الاطلسي الى التفاوض مع «طالبان» المصنفة أخطر عدو بالنسبة لهم حتى أن بعض قوات التحالف كانت تفاوض مواطنا باكستانيا عاديا على أنه القيادي الثاني في الحركة دون ان تعلم أنه مجرد تاجر متحيل تمكن من استغلال حالة الرعب والخوف التي تعيشها قوات الاطلسي ليغنم الملايين. لا يمكن لأي عاقل أن يقتنع بأن هناك نجاحا أحرزه «الناتو» خلال العام الحالي، وأكبر دليل على ذلك أن قرضاي نفسه اختار الانقلاب على شركائه الامريكان والتوجه منفردا نحو التفاوض مع «طالبان»، لكن والحق يقال يمكن ان نؤكد نجاحا وحيدا لأوباما وحلفائه وهو أنهم حدّدوا عام 2014 موعدا للفرار... فحظا طيبا في هذا المسار.