أوضحت مصادر رسمية ان التعديلات الاخيرة لأسعار بعض المواد الاساسية فرضها الارتفاع الكبير للأسعار في الاسواق العالمية والرغبة في الحفاظ على حدّ ادنى من التوازنات المالية والحث على ترشيد الاستهلاك. وشددت نفس المصادر على ان هذه الزيادة تبقى محدودة ولا تغطي غير جزء من الزيادات التي عرفتها الاسواق العالمية. فالتعديل الذي ادخل على أسعار المحروقات لا يغطي الا 15 من التكاليف الاضافية وهو ما يتطلب توفير اكثر من 200 مليون دينار اضافي من ميزانية الدولة للحفاظ على مستوى الاسعار الحالي. ويذكر ان تونس تستورد 227 الف طن من البنزين (اي ما يمثل 53 من الحاجيات الوطنية) و1205 الف طن من الغازوال (68 من الحاجيات) و359 الف طن من غاز البترول السائل (82 من الحاجيات) و200 الف طن معادل نفط من الغاز الطبيعي (1/3 الحاجيات) وتقدّم الدولة دعما ب 90 مليما لكل لتر من الغازوال و195 مليما للفيول و6 دنانير و200 مليم لقارورة الغاز و285 مليما لبترول الانارة (الازرق) على قاعدة 42 دولارا للبرميل علما بأن السعر الحالي فاقها بأكثر من ستة دولارات. وبخصوص الكهرباء، ورغم التعديل الذي ادخل على تعريفات الاستهلاك في بداية السنة،فإن الدولة تدعم حاليا بصفة مباشرة وغير مباشرة تعريفات الكهرباء بحوالي 16 مليما لكل كيلوواط اي ما يقارب 20 من كلفة انتاج الكهرباء. المواد الاستهلاكية وفي ما يتعلق بالمواد الاستهلاية الاساسية فإنه وبرغم التعديلات التي ادخلت على اسعارها خلال السنوات الاخيرة فإن دعم الدولة يبقى هاما حيث يمثل 60 مليما للخبزة الواحدة (ذات 450 غراما) و160 مليما لكل كيلوغرام من العجين الغذائي و145 ميلما لكل كيلوغرام من السميد و400 مليم لكل لتر من الزيوت النباتية. واوضحت مصادر مسؤولة ان الاسعار في الاسواق العالمية بين اكتوبر 2003 وجويلية 2004 تضاعفت مرتين بالنسبة للصوجا التي تستعمل لاستخراج الزيوت النباتية (المعروفة بزيت الحاكم) والاعلاف وتطوّرت اسعار القمح اللين ب 32 والذرة ب 42 والسكر ب 33 في ما تضاعفت تعريفات الشحن البحري مرتين. 204 مليارات وذكرت مصادر البنك المركزي ان السنة الماضية شهدت انفاق 204 مليون دينار للدعم شملت الحبوب ومشتقاتها (123.1 مليون دينار) والزيوت النباتية (62.3 مليون دينار) والحليب (5.7) والورق المدرسي (12.8 مليون دينار). وينتظر ان تتجاوز نفقات صندوق التعويض خلال هذا العام بكثير ما تم انفاقه خلال السنة الماضية قياسا بارتفاع اسعار المواد الاساسية في الاسواق العالمية وخاصة المحروقات والزيوت النباتية والحبوب التي تراجع حجم انتاجها هذا العام.