لم تعد دور الشباب على ما يبدو قادرة على استقطاب زائريها من الفئات الشابة فأغلب هذه الفضاءات في مختلف مناطق البلاد هجرتها هذه الفئة التي تمثل نسبة هامة من السكان فلماذا يعزف الشباب عن ارتياد دور الشباب؟ وكيف يفسر المسؤولون عن هذه الفضاءات ظاهرة العزوف؟ وما هي الاجراءات التي يجب اتخاذها لاعادة هذه الفئة الى دور الشباب؟ يجمع الشبان الذين التقت بهم «الشروق» على أن دور الشباب لم تعد تستهويهم والسبب حسب حمزة العبيدي: «محدودية الأنشطة واقتصارها على ألعاب الأطفال التي لا تتماشى مع سنهم.» ويضيف: «الأنشطة في أغلب دور الشباب غير مواكبة للعصر ولا تستجيب للطلبات.» ويكشف الشاب ابراهيم عرفاوي: «لا يوجد تنوع في الأنشطة في مختلف دور الشباب كما أن أغلبها موجهة للأطفال الصغار أكثر من كونها موجهة للشباب. والأسوأ في الأمر تقادم وسائل هذه الفضاءات وعدم مواكبتها للتكنولوجيا ولثورة وسائل الاتصال.» ويعترف محمد الحسيني أنه قرر هجر دور الشباب لأن مراكز الانترنات وملاعب الرياضة تجلبه أكثر ثم أن دور الشباب تعتمد على وسائل تنشيط بدائية لا تستطيع شد الزائر ومحتوى البرامج يخلو من كل تجديد وتسقط الأنشطة بذلك في فخ النمطية والتكرار الممل.» ويقول الشاب عصام الجمالي: «أعتقد أن بعض دور الشباب غير مهيأة شكلا ومضمونا أي من حيث المبنى والفضاء المخصص ومن حيث محتوى الأنشطة والبرامج لجلب الشباب اليها خاصة في ظل ما تتميز به هذه الفترة من اشتداد منافسة الفضاءات الأخرى من مراكز الانترنات والألعاب الإلكترونية ويؤكد الشاب بلحسن الرواحي: «دور الشباب تجاوزتها الأحداث فأغلب برامجها لا تتماشى مع روح العصر وتطور محتوى ووسائل الترفيه الحديثة والتسهيلات في استعمالها زادت من حجم معاناة هذه الفضاءات وكرس هجر الفئات الشابة لها.» اعتراف ولئن يعترف بعض المسؤولين عن ادارة دور الشباب بهجر الفئة الشابة لها وعزوفهم عنها فإنهم في المقابل يحددون بعض الأسباب الأخرى ويقدمون بعض الاقتراحات ويشيرون بإصبع الاتهام الى وسائل الاتصال الحديثة التي ساهمت في خطف الشباب منهم. فالسيد مصطفى يتولى الاشراف على ادارة دار شباب قال: «في السابق كانت دور الشباب مصدر الترفيه الوحيد ويتسابق اليها العديد من الشبان لكن اليوم في عصر ثورة المعلومات ظهرت مراكز ترفيه وتليه أخرى أدت الى هروب الزائرين من الشريحة العمرية بين 14 و30 سنة. مدير آخر فسر عزوف الشباب عن ارتياد دورهم قائلا: «وفرة وسائل التسلية من جهاز الحاسوب والهاتف الجوال والألعاب الإلكترونية وأجهزة التلفاز وملاعب كرة القدم ساهمت في هروب الشباب من هذه الفضاءات وأصبحت دور الشباب تواجه منافسة شرسة وغير متكافئة.» اضافة الى عوامل تقنيات التكنولوجيا الحديثة يوجد من المسؤولين على ادارة فضاءات دور الشباب من يحمل مسؤولية العزوف للأولياء اذ يعتبرونهم قد قصروا في تربية الأبناء وفي غرس عادة الذهاب الى مثل هذه الفضاءات ومثلما يتم تحبيب المطالعة لهم منذ الصغر فإنه بالإمكان تعويدهم على ارتياد دور الشباب للتثقيف والمعرفة والتسلية. أولويات ويؤكد البعض الآخر من المسؤولين على دور الشباب على ضرورة مزيد الارتقاء بمحتوى البرامج داخل هذه الفضاءات وتعميم تركيز وسائل الاتصال الحديثة بها وخاصة شبكة الانترنات والاستفادة مما توفره من معلومات ومواقع للتسلية والترفيه والتثقيف لاعادة الشباب إليها. هذا بالاضافة الى العمل على تحسين شكلها الخارجي وتوفير ظروف استقبال أحسن وأفضل وتغيير جلدتها والخضوع لما يشبه عملية التجميل. رضا بركة مضاعفة عدد الحواسيب بدور الشباب حرصا على مواكبة أنشطة الشباب لإحتياجات الشباب وانتطاراتهم تم سنة 2006 تنظيم 24 ندوة جهوية و 4 ندوات اقليمية وندوة وطنية شارك فيها 4520 شابا و 1920 اطارا لتقييم واقع منظومة التنشيط بدور الشباب واستشراف آفاقها. وقد مكنت كل الجهود من: تهيئة 300 فضاء للإعلامية والانترنات في اطار الخطة الوطنية لتأهيل مؤسسات الشباب التي وفرت لهذه المؤسسات 3164 حاسوبا وربطها بالشبكة عبر خطوط لا متوازنة. مضاعفة عدد الحواسيب بدور الشباب بنسبة 63.2 ٪ اثر دعمها 2000 حاسوب اضافي سنة 2009. وربطها بالسعة العالية للانترنات (adsl) تعويضا للربط المتوازي. وضع برامج لدعم الرحلات الشبابية التى تنظمها مؤسسات ومنظمات الشباب تتواصل للسنة الثالثة على التوالي ومكن هذه الهياكل سنة 2010 من تنظيم 252 رحلة بكلفة تقدر ب 302 أ.د 75 ألف منخرط شرع في تنفيذ خطة تأهيل مؤسسات الشباب سنة 2002 على ضوء النتائج التي أفضت اليها الاستشارة الشبابية الثانية والتي تضمنت احداث فضاءات الإعلامية والانترنات وفضاءات للغات الحية وفضاءات أخرى للإعلام الى جانب الشروع في تنفيذ خطة لتهيئة فضاءات رياضية عصرية صلبها ساهمت بصورة واضحة في الترفيع في عدد المنخرطين بدور الشباب حيث بلغ 75 ألف منخرط سنة 2010 بعد أن كان لا يتجاوز 30 ألف منخرط سنة2001. برامج مستقبلية من أهم البرامج المستقبلية وضع تنسيقية وطنية وجهوية بين وزارات الشباب والرياضة والتربية البدنية والتربية والتعليم العالي والبحث العلمي، والثقافة والمحافظة على التراث، وشؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين، والتكوين المهني والتشغيل وهياكل المجتمع المدني تتولى تنظيم لقاء على المستوى الجهوي كل ثلاثة أشهر وملتقى وطني سنوي لمتابعة وتقييم الأنشطة الموجهة للشباب. ومواصلة تهيئة واحداث فضاءات رياضية بدور الشباب (ب0.5 م.د) واحداث فضاءات ثقافية صلب دور الشباب بالمعتمديات التي تفتقر الى دور الثقافة ومواصلة تشييد 4 مركبات شبابية ودراسة احداث مركب بحي ابن سينا ب 1.490م.د. ودراسة وتشييد 8 دور شباب واقتناء داري شباب متنقلتين.